وقال: الله يتوفى الأنفس حين موتها [1] .
فالله الخالق لكل ذلك وإن أضيفت الأسباب إلى من يدعوا إليها والله الخالق لا غير الله وأفعال العباد مخلوقة لا يقدر أحد أن يشاء شيئا إلا أن يشاء الله، وقال: ما [2] تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين [3] .
المبحث الأول: القدر والدعاء
العلاقة بين القدر والدعاء واضحة، وتظهر تلك العلاقة من خلال سياق الأسانيد والأحاديث الدالة على دعاء النبي في طلب تقدير الخير، مما يدل على أن الدعاء قد يؤثر في القدر، ومصداق ذلك حديث:"لا يرد القدر إلا الدعاء" [4] . [5]
وقد اختلفت الناس في مسألة الدعاء على عدة أقوال، حاصلها كما يلي:
1.أن الدعاء لا معنى له، ولا فائدة منه، وهو قول جملة من الفلاسفة.
2.أن الدعاء عبادة محضة، لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة، وهو قول طائفة من الصوفية.
3.أن الدعاء علامة وأمارة محضة على حصول المطلوب، وليس سبباً، وهو قول الأشاعرة، وطائفة من الفقهاء.
(1) سورة الزمر: (42) .
(2) الأولى ذكر الواو في أول الآية.
(3) سورة التكوير: (29) .
(4) رواه أحمد: (5/ 277) .
(5) انظر شرح الطحاوية لابن أبي العز: (129) .