4.أن الدعاء يرد القضاء ويغيره، قال به: الخطابي والشوكاني.
5.أن الدعاء ينفع في بعض الأمور دون بعض، ونقل هذا عن الإمام أحمد، وتبعه ابن أبي العز.
6.أن الدعاء سبب من الأسباب، وهو داخل في القضاء، وهو الذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة [1] ، وهو الصواب.
فالصواب الذي عليه الدليل: أن الدعاء سبب من الأسباب، وأن له تأثيراً في المطلوب المسؤول، كسائر الأسباب المقدرة والمشروعة، وهذا يعترف به جماهير بني آدم من المسلمين واليهود والنصارى والعابثين والمشركين وغيرهم [2] .
ومن العجيب في ذلك مانقله شيخ الإسلام عن (بطليموس) [3] ، أنه قال:"واعلم أن صحيح الأصوات في هياكل العبادات، بفنون اللغات على اختلاف الحاجات يحلل ما عقدته الأفلاك الدائرات" [4] .
فهو يعترف بتأثير الدعاء، ولكن على وجه يوافق عقيدته [5] .
والدعاء مع كونه سبباً فهو داخل في القضاء، ولا يخرج عن قضاء الله، فهو من جملة ماسبق به القضاء.
وفي العموم، نقول: إن من جملة القضاء ردّ البلاء بالدعاء، وهو داخل تحت القضاء وليس بخارج عنه.
مما يدل على ذلك:
1.قوله تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم [6] ، وفيها تعليق للإجابة بالدعاء فإذا حصل الدعاء جاءت الإجابة، فهو سبب لها.
(1) انظر: الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية: (307: وما بعدها) .
(2) الفتاوى: (8/ 195) .
(3) بطليموس: هو القلوذي العالم المشهور، صاحب كتاب:"المجسطي"في الفلك، إمام في الرياضة، من فلاسفة اليونان. الفهرست لابن النديم: (38:35) .
(4) الرد على المنطقيين: (272) ، منهاج السنة النبوية: (5/ 446) .
(5) وفي ديننا غنية ولكن ذكرته للفائدة، للاستزادة: انظر: الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية: (1/ 356:355) .
(6) سورة غافر: (60) .