الصفحة 21 من 39

فقال: لا بد.

قال: فمضينا إلى الحسن وهو في حلقته.

فقال له الفرزدق: يا أبا سعيد علمت أني طلقت نوار ثلاثا.

فقال له الحسن: قد شهدنا عليك.

فبدا له بعد فأدعاها فشهد عليه الحسن ففرق بينهما فأنشأ يقول:

ندمت ندامة الكسعي [1] لما

مضت مني مطلقة نوار

وكانت جنتي فخرجت منها

كآدم حين أخرجه الضرار

فلو أني ملكت بيدي وقلبي

لهان علي للقدر الخيار

ـ1283ـ (54) :

عن محمود الوراق:

ليس عندي إلا الرضا بقضاء

الله فيما أحببته وكرهته

لوا لي الأمور اختار منها خيرها

لي عواقبا ما عرفته

فأرى أن أرد ذاك إلى

من عنده العلم الذي قد جهلته

ـ1284ـ (55) :

(1) الكُسَعِيِّ: هو رجل اتخذ قوساً وخمسة أسهم وكمن في قُتْرة، فمرّ قطيع فرمى عيراً، فأمخطهُ السهمُ وصدم الجبل، فأورى ناراً، فظنّ أنه قد أخطأ، فرمى ثانياً وثالثاُ إلى آخرها، وهو يظنّ خطاهُ فعمد إلى قوسه فكسرها ثم بات، فلما أصبح، نظر فإذا الحُمُرُ مطرّحة مصرّعة، وأسهمه بالدم مضرّخة، فندم فقطع إبهامه وأنشد:

ندمت ندامة لو أن نفسي *** تطاوعني إذاً لقطعت خمسي

تبيّن لي سفاه الرأي مني *** لعمر أبيك حين كسرتُ قوسي

القاموس المحيط: (759) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام