قال: فينطق يخبر به أن شقي بفلان وما هو إلا فضل الله عز وجل عليه.
وجه الدلالة: إثبات مرتبة العلم لله، وهي المرتبة الأولى من مراتب القدر.
*المطلب الثاني: قول عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ *
ـ1220ـ (5) :
عن إبراهيم بن عبد الرحمن: أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه مرض مرضاً شديداً أغمي عليه فيه فأفاق فقال: أغمي عليَّ؟
قالوا: نعم.
قال: إنه أتاني رجلان غليظان فأخذا بيدي فقالا إنطلق [1] نحاكمك إلى العزيز الأمين.
فانطلقا بي فلقيهما رجل، قال: أين تريدان به؟
قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين.
فقال: دعاه فإن هذا ممن سبقت له السعادة وهو في بطن أمه.
وجه الدلالة: بيان أن كل شيء حاصل فهو مسبوق بعلم الله، وأنه مكتوب في اللوح المحفوظ.
*المطلب الثالث: قول ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ *
ـ1221ـ (6) :
عن ابن طاووس عن أبيه قال: أشهد لسمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: العجز [2] والكيس بقدر.
ـ1222ـ (7) :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لو أخذت رجلاً من هؤلاء الذين يقولون لا قدر، لأخذت برأسه وقلت لولا ولولا.
أي: لأدخلت عليه شكوكاً كثيرة في القدر من باب (لولا) .
(1) كذا في الأصل، والأظهر: انطلق، بدون همزة قطع.
(2) العَجْزُ: الضعف. مختار الصحاح: (1/ 174) .