وقال الأوزاعي: ما أعرف للجبر [1] أصلاً من القرآن والسنة فأهاب أن أقول ذلك ولكن القضاء والقدر والخلق والجبل فهذا يعرف في القرآن والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنما وصفت هذا مخافة أن يرتاب رجل من أهل الجماعة والتصديق.
ـ1301ـ (66) :
عن مالك أنه قال في القدرية: [2] يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا.
فقلت له من القدرية؟ عند مالك الذين قال فيهم هذا؟ [3]
فقال: روى ابن وهب عنه أنه قال: الذين يقولون إن الله لم يخلق المعاصي.
وروى عنه عبد الرزاق أنهم الذين يقولون: إن الله لا يعلم الشيء قبل كونه.
وعن عكرمة بن عمّار [4] والشافعي [5] بنحوه.
ـ1304ـ (67) :
عن الربيع بن سليمان قال:
كنت جالساً عند الشافعي وذكر القدر فأنشأ يقول:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ
وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن
خلقتَ العباد على ما علمتَ
ففي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننتَ وهذا خذلتَ
وهذا أعنتَ وذا لم تعن
(1) الجَبْرُ ضد القدر، قال أبو عبيد: هو كلام مولد، والجبرية بفتح الباء ضد القدرية. مختار الصحاح: (1/ 39) .
(2) في الأصل بدون نقطتين، أي أن الكلام متصل.
(3) لعل الأولى أن يكون هناك استفهام واحد في نهاية الجملة، لاتصال الكلام.
(4) انظر الأثر: (1298) .
(5) انظر الأثر: (1302) .