الصفحة 24 من 39

أرسلني خالد بن عبد الله إلى قتادة وهو بالجيزة [1] أسأله عن مسائل فكان فيما سألت قلت: أخبرني عن قول الله إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين [2] والنصارى والمجوس [3] والذين أشركوا [4] هم مشركوا العرب؟

قال: لا، ولكنهم الزنادقة [5] المباينة الذين جعلوا لله شركاء في خلقه فقالوا: إن الله يخلق الخير وإن الشيطان يخلق الشر وليس لله على الشيطان قدرة.

ـ1299ـ (64) :

عن حنبل قال:

سمعت أبا عبد الله يقول: علم الله تعالى في العباد قبل أن يخلقهم سابق وقدرته ومشيئته في العباد.

قال: قد خلق الله آدم وعلم منه قبل أن يخلقه وكذا علمه سابق محيط بأفاعيل العباد وكل ما هم عاملون.

ـ1300ـ (65) :

عن بقية قال:

سألت الأوزاعي والزبيدي عن الجبر؟

فقال الزبيدي: أمر الله أعظم وقدرته أعظم من أن يجبر أو يقهر ولكن يقضي ويقدِّر ويخلق ويجبل [6] عبده على ما أحب.

(1) الجيزة: بليدة غربي فسطاط مصر. معجم البلدان: (2/ 200) .

(2) (صبأ) من دين إلى دين (يصبأ) ، مهموز بفتحتين: خرج فهو (صابئ) ، ثم جعل هذا اللقب علماً على طائفة من الكفار، يقال أنها تعبد الكواكب في الباطن وتنسب إلى النصرانية في الظاهر، وهم (الصابئة) و (الصابئون) . معجم المصطلحات الإسلامية: (168) .

(3) كلمة فارسية تطلق على أتباع الديانة المجوسية، وهم عبدة النيران، القائلون: إن العالم صادر عن أصلين هما: الظلمة والنور. انظر: معجم ألفاظ العقيدة: (363) ، الموسوعة الميسرة: (2/ 1139) .

(4) سورة الحج: (17) ، وقد ذكر المؤلف الآية: بتقديم وتأخير، وهذا خطأ جليّ، لم ينبه عليه المحقق.

(5) زندق: الزنديق: القائل ببقاء الدهر، لسان العرب: (10/ 147) ، و قال شيخ الإسلام:"الزنديق فى عرف هؤلاء الفقهاء؛ هو المنافق الذي كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره، سواء أبطن دينا من الأديان، كدين اليهود والنصارى أو غيرهم، أو كان معطلا جاحدا للصانع والمعاد والأعمال الصالحة، ومن الناس من يقول الزنديق هو: الجاحد المعطل، وهذا يسمى الزنديق في اصطلاح كثير من أهل الكلام والعامة". الفتاوى: (7/ 472:471) .

(6) الجِبْلَةُ بوزن القبلة: الخلقة. مختار الصحاح: (1/ 39) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام