قال: فتكلم متكلمنا ويرى أنه عمر بن ذر قال: ما بلغ فريتنا لعمر وظننا أنه لا يقدر على جوابه، فلما سكت؛ تكلم عمر بن عبد العزيز، فلم يدع شيئا مما جاء به إلا أجابه فيه.
قال: ثم ابتدأ الكلام، فما كنا عنده إلا تلامذة، فقال فيما قال: إن الله لو كلف العباد العمل على قدر عظمته لما قامت لذلك سماء ولا أرض ولا جبل ولا شيء من الأشياء ولكن أخذ منهم اليسر، ولو أرد [1] ـ أو أحب ـ أن لا يعصى لم يخلق إبليس رأس المعصية.
وجه الدلالة: إثبات خلقه ومشيئته ـ سبحانه ـ لكل شيء، حتى المعاصي، وفي هذا ردَّ على المعتزلة.
ـ1246ـ (21) :
عن الأوزاعي قال:
كتب عمر بن عبد العزيز إلى ابن له كتابا فكان فيما كتب فيه:
إني أسأل الله الذي بيده القلوب يصنع ما شاء من هدى وضلالة ...
وجه الدلالة: فيه اعتراف وإثبات بنسبة الأمر والخلق لله سبحانه.
ـ1247ـ (22) :
عن عمر بن عبد العزيز قال: ما طنَّ [2] ذباب بين اثنين إلا بكتاب مقدر.
ـ1248ـ (23) :
عن معمر قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة: (أما بعد: فإن استعمالك سعد بن مسعود على عمان من الخطايا التي قدَّر الله عليك وقدَّر أن تبتلى بها) .
*المطلب الثاني: قول الحسن بن أبي الحسن البصري ــ رحمه الله ــ *
ـ1249ـ (24) :
عن نعيم العنبري وكان من جلساء الحسن يقول في قوله ـ عز وجل ـ: وكان تحته كنز لهما . [3]
(1) كذا في الأصل، ولعل الأصح: أراد.
(2) طنّ: الطنين: صوت الذباب. مختار الصحاح: (1/ 167) .
(3) سورة الكهف: (82) .