""""صفحة رقم 22""""
فحموه على إغماض أو على دفع العار في الإخفار
ومنهم من فر من الإذاية وخوف الغرة هجرة إلى الله وحبا في الاسلام
ومنهم من لم يكن له وزر يحميه ولا ملجأ يركن إليه فلقي منهم من الشدة والغلظة والعذاب أو القتل ما هو معلوم حتى زل منهم من زل فرجع امره بسبب الرجوع إلى الموافقة وبقي منهم من بقي صابرا محتسبا إلى أن أنزل الله تعالى الرخصة في النطق بكلمة الكفر على حكم الموافقة ظاهرا ليحصل بينهم وبين الناطق الموافقة وتزول المخالفة فنزل اليها من نزل على حكم التقية ريثما يتنفس من كربه ويتروح من خناقه وقلبه مطمئن بالإيمان
وهذه غربة أيضا ظاهرة وإنما كان هذا جهلا منهم بمواقع الحكمه وأن ما جاءهم به نبيهم ( صلى الله عليه وسلم ) هو الحق ضد ما هم عليه فمن جهل شيئا عاداه فلو علموا لحصل الوفاق ولم يسمع الخلاف ولكن سابق القدر حتم على الخلق ما هم عليه قال الله تعالى ) ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك (
ثم استمر تزيد الإسلام واستقام طريقه على مدة حياة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ومن بعد موته وأكثر قرن الصحابة رضي الله عنهم إلى أن نبغت فيهم نوابغ الخروج عن السنة وأصغوا إلى البدع المضلة كبدعة القدر وبدعة الخوارج وهي التي نبه عليها الحديث بقوله يقتلون أهل الإسلام ويدعون اهل الأوثان يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يعني لا يتفقهون فيه بل يأخذونه