الصفحة 20 من 73

وقد تعني هذه الكلمة ( الفناء ) أن يغيب عن الناس والخلق ولا يشهد سوى الله ويقع في ( الغيبوبة ) ويغيب حتى عن العبادة , وقد يتوهم أنه صار هو والإله شيئاً واحداً"ويظن أنه تضمحل ذاته في ذاته وصفاته في صفاته" (1) وقد يسمونه: الجمع أو السُكر وهذا إذا عاد إليه عقله يعلم أنه كان غالطاً في ذلك وأن الرب رب والعبد عبد .

وقد تعني هذه الكلمة ما يسمونه ( الفناء عن إرادة السوى ) أي لا يحب إلا الله ولا يوالي إلا فيه ولا بيغض إلا فيه , فهذا صحيح وإن كان لا يسلم لهم بالتعبير بـ ( الفناء ) لأن فيه كما قلنا غموض واشتباه , وأما الفناء الذي يسمونه فناء النفس عن التشاغل بما سوى الله فلا يسلم لهم أيضاً"بل أمرنا الله بالتشاغل بالمخلوقات ورؤيتها والإقبال عليها" (2) .

* الجمع والفرق:

قالوا عن الجمع أنه إشارة إلى حق بلا خلق , والفرق إشارة إلى خلق بلا حق . ويقصدون أن الفرق هو ما يكون كسباً للعبد من إقامة العبودية لله , والجمع هو مشاهدة الربوبية , والجمع قريب من الفناء بالمعنى الأول الذي هو وحدة الوجود .

* السكر والصحو:

قالوا عن السكر: حال تبدو للعبد لا يمكنه معها ملاحظة السبب ولا مراعاة الأدب (3) , والصحو هو رجوع العارف إلى الإحساس بعد غيبته وزوال إحساسه (4) .

* العشق:

واستحدثوا هذه الكلمة وهذا لا يوصف به الرب تبارك وتعالى ولا العبد في محبته ربه .

(1) البقاعي: تنبيه الغبي / 81 .

(2) الذهبي: سير أعلام النبلاء 15/393.

(3) الكلاباذي: العرف / 114 .

(4) الجرجاني: التعريفات /132 .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام