الصفحة 49 من 73

شطحاتهم لا تنتهي ونكتفي بما أوردنا كنموذج للرعونة والدعوى وأقوالهم هذه مرفوضة جملة وتفصيلاً ولا تستحق بذل الجهد لتبريرها فقاعدة الإسلام الركينة أننا نحكم بالظاهر كما دلت جملة الأحكام الشرعية, فلا مجال لمدع أن يقول بأن باطن أقوالهم مخالف لظاهرها , ويجب أن يصان الإسلام عن مثل هذا الشطح واللامعقول , بل الشرك لأن ممن يتصرف في الجنة والنار فقد اتخذ نفسه نداً لله وشركاً و قال ابن عقيل"ومن قال هذا كائناً من كان فهو زنديق يجب قتله" (1) .

وإذا كانت الجنة بيد الدسوقي فلينم البطالون وليستريحوا من عناء الجهد والتعب والأمر لا يحتاج إلى علم أو عبادة أو جهاد بل مجرد زيارة الشيخ تفتح له أبواب الجنة أليست هذه نسخة أخرى عن صكوك الغفران , وأما نحن فنستغفر الله حتى من إيراد أقوالهم.

"أنت أسير في قيد الملا والصوفي , أنت لا تأخذ"

الحياة عن حكمة القرآن , ليس لك بآيات القرآن

شأن , إلا أن تموت بسهولة بسورة يس""

إقبال

وضع الصوفية قواعد عامة لتربة مريديهم وكلها تحوم حول الخضوع التام من المريد للشيخ , بحيث يتحول التلميذ المسكين إلى آلة جوفاء تردد ما يقال لها بلا تفكير ولا شخصية مستقلة , بل انقياد أعمى , وحتى تتم هذه التربية الذليلة ألزموهم بلبس معين ومشية معينة وشيخ معين وطريقة معينة. ومن هذه القواعد المتعارفة بينهم:

كن بين يدي الشيخ كالميت بين يدي المغسل.

لا تعترض فتنطرد.

من قال لشيخه لِمَ؟ لا يفلح.

من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان.

ومشت الجماهير المغفلة وراء الشيوخ يقبلون الأيدي وينحنون لهم بالتعظيم كلما رأوهم , لا يتكلمون إلا إذا تكلم الشيخ , يصدقون بكل ما يقول , ويحملون له حذاءه وسجادته. وقد فلسفوا كل هذا في كتبهم تحت عنوان (آداب المريد) فقالوا:"ومن الأدب تعظيمه ظاهراً وباطناً , ولا تصاحب له عدواً ولا تعادي له صديقاً , ولا تكتم عنه شيئاً مما خطر ببالك (مثل اعترافات النصارى) , ولا تسافر ولا تتزوج إلا بإذنه , وأعظم من هذا قالوا: وحرم على المريدين السؤال لأن الشيخ قد يكون جاهلاً فينفضح (2) ."

(1) تلبيس إبليس / 343.

(2) إن ما أورده أهل السنة من آداب المتعلم بين يدي العالم , واحترام العلماء وتوقيرهم , يختلف عن ذلة الخضوع النفسي عند مريدي الصوفية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام