مِثْلُ مَوْضِعِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: «إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَتَحْرِقُكُمْ» [1]
وقد كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكْ مِنَ التَّرَدِّي، وَالْهَدْمِ وَالْغَرِقِ وَالْحَرِيقِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكِ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا» [2] .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا» . [3]
وعَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،يَقُولُ: «مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ
(1) - صحيح مسلم (1/ 363) 260 - (506)
(2) - السنن الكبرى للنسائي (7/ 238) (7917) صحيح
التَّرَدِّي: السُّقُوط مِنْ مَكَان عَالٍ كَالْجَبَلِ وَالسَّطْح أَوْ الْوُقُوع فِي مَكَان سَافِل كَالْبِئْرِ.= الْهَدْم):سُقُوطُ الْبِنَاء وَوُقُوعُهُ عَلَى الشَّيْء.= التَّخَبُّطُ: الْإِفْسَادُ , وَالْمُرَاد إِفْسَاد الْعَقْل وَالدِّين، وَتَخْصِيصه بِقَوْلِهِ (عِنْد الْمَوْت) لِأَنَّ الْمَدَار عَلَى الْخَاتِمَة. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: اِسْتِعَاذَتُهُ مِنْ تَخَبُّطِ الشَّيْطَانِ عِنْد الْمَوْت هُوَ أَنْ يَسْتَوْلِيَ عَلَيْهِ الشَّيْطَان عِنْد مُفَارَقَته الدُّنْيَا , فَيَضِلَّهُ وَيَحُولُ بَيْنه وَبَيْن التَّوْبَة , أَوْ يُعَوِّقُهُ عَنْ إِصْلَاح شَأْنه , وَالْخُرُوج مِنْ مَظْلِمَة تَكُونُ قَبْله , أَوْ يُؤَيِّسُهُ مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى , أَوْ يَكْرَهُ الْمَوْت وَيَتَأَسَّفُ عَلَى حَيَاة الدُّنْيَا , فَلَا يَرْضَى بِمَا قَضَاهُ اللَّه مِنْ الْفَنَاء وَالنَّقْلَة إِلَى دَار الْآخِرَة , فَيُخْتَمُ لَهُ بِسُوءٍ , وَيَلْقَى اللَّه وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِ , وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَكُونُ فِي حَال أَشَدّ عَلَى اِبْن آدَم مِنْهُ فِي حَال الْمَوْت , يَقُولُ لِأَعْوَانِهِ: دُونَكُمْ هَذَا , فَإِنَّهُ إِنْ فَاتَكُمْ الْيَوْم لَمْ تَلْحَقُوهُ بَعْد الْيَوْم , نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شَرّه وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي ذَلِكَ الْمَصْرَع وَأَنْ يَخْتِمَ لَنَا وَلِكَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَأَنْ يَجْعَلَ خَيْر أَيَّامِنَا لِقَاءَهُ. عون المعبود - (ج 3 / ص 474)
(3) - صحيح مسلم (4/ 1838) 147 - (2366)
فيستهل صارخا الاستهلال: صياح المولود عند الولادة، والصراخ: الصياح والبكاء.=فطعن في الحجاب: في المشيمة، وهي التي يكون فيها المولود.=نزغة: النزغ: النخس.=الفطرة: الخلقة، وأراد به: ملة الإسلام. جامع الأصول في أحاديث الرسول ط مكتبة الحلواني الأولى (8/ 522)