فهرس الكتاب
الصفحة 143 من 581

المبحث الحادي عشر

أهداف الشيطان في إغواء الإنسان

هناك هدف وحيد يسعى الشيطان لتحقيقه في نهاية الأمر، هو أن يلقي الإنسان في الجحيم، ويحرمه من الجنّة، {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:6] .فهذا غايته ومقصوده ممن تبعه، أن يهان غاية الإهانة بالعذاب الشديد. [1]

ذلك هو هدف الشيطان البعيد، أما أهدافه القريبة فإنها كثيرة منها:

فَالْأولى مرتبَة الْكفْر والشرك ومعاداة الله تَعَالَى وَرَسُوله فَإِذا ظفر بذلك من ابْن آدم برد أنينه واستراح من تَعبه مَعَه هَذَا أول مَا يُريدهُ من العَبْد [2]

فهو يدعوتهم إلى عبادة غير الله، والكفر بالله وبشريعته: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر:16] .

وَمَثَلُ هَؤُلاَءِ المُنَافِقِينَ الذِينَ وَعَدُوا اليَهُودَ بِالنُّصْرَةِ إِنْ قُوتِلُوا وَبِالخُرُوجِ مَعَهُمْ إِنْ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ، كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ الذِي غَرَّ الإِنْسَانَ، وَوَعَدَهُ بِالنَّصْرِ عِنْدَ الحَاجَةِ إِلَيهِ، إِذَا أَطَاعَهُ وَكَفَرَ بِاللهِ، فَلَمَّا احْتَاجَ الإِنْسَانُ إِليهِ، وَطَلَبَ مِنْهُ النُّصْرَةَ، تَبَرَّأَ الشَّيْطَانُ مِنْهُ، وَخَذَلَهُ وَتَرَكَهُ لِمَصْيرِهِ، وَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ إِنْ نَصْرْتُكَ أَنْ يُشْرِكَنِي رَبُّ العَالَمِينَ مَعَكَ فِي العَذَابِ. [3]

(1) - تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص:685)

(2) - آكام المرجان في أحكام الجان (ص:225)

(3) - أيسر التفاسير لأسعد حومد (ص:5020،بترقيم الشاملة آليا)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام