فهرس الكتاب
الصفحة 90 من 645

ومن مناوئيه: من أثنى عليه في أول أمره، ثم انقلب عليه وصار عدواً بعد أن كان صديقاً، بسبب الأهواء، والتأثر بما كان ينقل عن ابن تيمية رحمه الله من وشايات مضللة، ودعايات مغرضة: أو لتعصب، وغيره - كما سبق بيانه - ومن أمثلة هؤلاء ابن دقيق العيد (ت - 702هـ) رحمه الله حيث قال: (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) [1] .

ومنها كلام ابن الزملكاني (ت - 727هـ) في ابن تيمية، وهو كثير، ومنه قوله عن ابن تيمية رحمه الله: (كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرف مثله) [2] .

وقال عنه: (اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، وله اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب، والتقسيم والتبيين) [3] .

وقال عنه: (هو بارع في فنون عديدة من الفقه والنحو والأصول، ملازم لأنواع الخير وتعليم العلم، حَسَن العبارة، قوي في دينه، صحيح الذهن، قوي الفهم) [4] .

وأثنى عليه كثيراً ثم أنشأ يقول:

هو حجة لله قاهرة ... هو بيننا أعجوبة الدهر

هو آية في الخلق ظاهرة ... أنوارها أربت على الفجر [5]

ومن الأمثلة: كلام أبي حيان النحوي (ت - 745هـ) في ابن تيمية رحمه الله ومن قوله فيه: ما رأت عيناي مثل ابن تيمية، ثم أنشأ يقول:

لما أتينا تقي الدين لاح لنا ... داع إلى الله فرد ماله وَزَر

(1) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين ص111، الشهادة الزكية لمرعي الحنبلي ص29.

(2) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين ص107، الشهادة الزكية لمرعي الحنبلي ص36.

(3) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين ص109.

(4) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين ص109.

(5) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 14/137، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/392.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام