فهرس الكتاب
الصفحة 598 من 645

أبلج يحيى بن سليم، وهذا الرجل ثقة في نفسه، إلا أن تضعيف الحفّاظ له جاء من قبل حفظه، فقال الحافظ ابن حجر (ت - 852هـ) رحمه الله عنه: (صدوق ربما أخطأ) [1] ، وقد جعل الإمام الذهبي (ت - 748هـ) رحمه الله هذا الحديث من بلاياه، وحكم عليه بأنه منكر [2] .

رابعاً: أثر أبي سعيد الخدري (ت - 74هـ) رضي الله عنه في قوله - تعالى: {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود: 107] قال: هذه الآية قاضية على القرآن كله [3] .

وهذا الأثر وإن كان صحيحاً موقوفاً، إلا أنه لا دلالة فيه على فناء النار، بل كما يقول الإمام الصنعاني (ت - 1182هـ) رحمه الله: (غاية ما فيه أن كل وعيد في القرآن ذكر فيه الخلود لأهل النار، فإن آية الاستثناء حاكمة عليه، وهي عبارة مجملة لا تدل على المدعى بنوع من الدلالات الثلاث) [4] .

ويجاب - أيضاً - بأن هذا الأثر محمول على عصاة المؤمنين من الموحدين الذي يبقون في النار - ما شاء الله - ثم يخرجون منها بهذه المشيئة الربانية، وعلى هذا يبطل الاستدلال به على فناء النار.

خامساً: أثر عبد الله بن مسعود (ت - 32هـ) رضي الله عنه قال: (ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد) ، وهذا الأثر رواه ابن جرير (ت - 310هـ) رحمه الله في تفسيره [5] بإسناد تالف مظلم [6] ، وأما البغوي [7] رحمه الله فقد ذكره بدون إسناد، ثم قال:

(1) تقريب التهذيب 2/401 - 402.

(2) ميزان الاعتدال 4/384 - 385.

(3) انظر: جامع البيان للطبري 7/115 - 116، الأسماء والصفات للبيهقي 1/264، الدر المنثور للسيوطي 3/350.

(4) رفع الأستار ص79، والدلالات الثلاث هي دلالة: التضمن، المطابقة، الالتزام.

(5) انظر: جامع البيان للطبري 7/116.

(6) انظر: تخريج الألباني لهذا الأثر في رفع الأستار للصنعاني ص76، وتخريج الأرناؤوط لشرح العقيدة الطحاوية 2/627.

(7) البغوي: الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي، الإمام القدوة، الحافظ، المفسر، يلقب بـ: محيي السنة، وركن الدين، ت سنة 516هـ.

انظر في ترجمته: وفيات الأعيان لابن خلكان 1/402، تذكرة الحفاظ للذهبي 4/1257.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام