فهرس الكتاب
الصفحة 579 من 645

في هذه الآية ليس هذا موضع ذكرها [1] .

ومن الأدلة - أيضاً - قول الله - تبارك وتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود: 106 - 107] ، وهذه الآية هي التي أطال فيها المفسرون.

ويفسر ابن جرير (ت - 310هـ) رحمه الله ربط خلود أهل النار في النار بدوام السماوات والأرض بأنها للتأبيد (ذلك أن العرب إذا أرادت أن تصف الشيء بالدوام أبداً قالت: هذا دوام السماوات والأرض، بمعنى أنه دائم أبداً.. فخاطبهم - جل ثناؤه - بما يتعارفون به بينهم) [2] ، ويشهد لذلك قول زهير: [3]

ألا لا أرى على الحوادث بواقيا ... ولا خالداً إلا الجبال الرواسيا [4]

وقيل: إنها سماوات الآخرة وأرضها لبقائها على الأبد [5] ، ودليل ذلك قول الله عزّ وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] ، وقوله تعالى: {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء} [الزمر: 74] .

وأما الاستثناء في هذه الآية فقد توقف عنده المفسرون طويلاً [6] ، وحاصل أقوالهم ما يلي:

(1) انظر: التفصيل فيها: النكت والعيون للماوردي 2/169، زاد المسير لابن الجوزي 4/160 - 161، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 7/84، محاسن التأويل للقاسمي 7/2498 - 2504.

(2) جامع البيان 7/114، وانظر: المحرر الوجيز 9/225. تفسير الرازي 18/64.

(3) زهير بن أبي سلمى بن رباح بن قرط بن غطفان وقيل: من مزينة، يقال: إنه لم يتصل الشعر في ولد أحد من الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير، ت سنة 13 قبل الهجرة.

انظر في ترجمته: طبقات فحول الشعراء للجمحي 1/51، الشعر والشعراء لابن قتيبة ص23.

(4) ديوان زهير ص107.

(5) انظر: النكت والعيون للماوردي 2/504.

(6) ذكر الماوردي في النكت والعيون 2/504 ثمانية أقوال وهي ما سأذكرها هنا، وذكر ابن الجوزي في زاد المسير 4/160 سبعة أقوال للمفسرين، وذكر القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 9/99 أحد عشر قولاً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام