فهرس الكتاب
الصفحة 473 من 645

هـ - أنه فتنة للمتبرك أيضاً؛ لأنه جعل سببا ما ليس بسبب، وهذا يوقعه في التعلق بغير الله، فجعل في المتبرك به ما ليس فيه.

وأن التبرك بالذوات من وسائل الشرك، فيمنع سداً لذريعة الشرك [1] .

وأما الاستغاثة: فهي طلب الغوث، ويقول الواقع في بلية: أغثني أي فرج عني، وغوَّث الرجل واستغاث: صاح واغوثاه، والغياث: ما أغاثك الله به [2] .

والاستغاثة: طلب الإغاثة، والتخليص من الكربة والشدة [3] .

والاستغاثة في الأصل تكون بالله عزّ وجل وحده لما قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] .

وقال تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29] ، وقال - سبحانه: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأحقاف: 17] .

وأما الاستغاثة بالمخلوق فلا تصح إلا بثلاثة شروط: وهي: أن يكون المستغاث به حياً، حاضراً، أما إن كان المستغاث به ميتاً، أو غائباً، أو أن الأمر المستغاث لأجله مما لا يقدر عليه إلا الله فهذا شرك بالله - عز وجل - [4] .

(1) انظر: الاعتصام للشاطبي 2/8 - 9، الحكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب ص55، تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص186، فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم 1/104، أفعال الرسول صلّى الله عليه وسلّم ودلالتها على الأحكام الشرعية لمحمد الأشقر ص277.

(2) انظر: لسان العرب لابن منظور 2/174 - 175 مادة (غوث) ، القاموس المحيط للفيروزآبادي 1/177 مادة (الغوث) .

(3) انظر: الرد على البكري لابن تيمية ص88، 249، مجموع فتاوى ابن تيمية 1/103.

(4) انظر: القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين 1/261، حكم الله الواحد الصمد للمعصومي ص40.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام