فهرس الكتاب
الصفحة 146 من 645

فإن أُريد بالجسم: الموجود القائم بنفسه، المتصف بالصفات، فهذا المعنى حق، لكن الخطأ إنما هو في اللفظ.

وإن أريد غير ذلك من المعاني في معنى الجسم كأن يقال: هو ما يشار إليه، أو المركب، أو غير ذلك فإنه معنى باطل ولفظ مردود [1] .

وأما دعوى أن ابن تيمية رحمه الله يقول بأن الله جسم لا كالأجسام، فغير صحيحة، وهذه نصوص ابن تيمية الصريحة في رد هذه المقولة، وتخطئة من قالها، ومنها:

قوله حين قال له أحد كبار مخالفيه بجواز أن يقال: هو جسم لا كالأجسام:

(إنما قيل: إنه يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وليس في الكتاب والسنة أن الله جسم حتى يلزم هذا السؤال) [2] .

وحكم على القائل بهذا القول أنه مشبه، بقوله: (فمن قال هو جسم لا كالأجسام كان مشبهاً، بخلاف من قال: حي لا كالأحياء) [3] .

وذكر أن القائلين بهذه المقولة هم طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين فقال عن إثباتهم صفات الله عزّ وجل: (يثبتون هذه الصفات، ويثبتون ما

(1) انظر: كلام شيخ الإسلام في الاستفصال في معنى الجسم، ومناقشة المتكلمين والفلاسفة في تفسيراتهم معنى الجسم في:

شرح حديث النزول 130، 237 - 252، 358 التدمرية 51، 53، 130، منهاج السنة النبوية 2/105، 134، 198 - 200، 530، 548 - 551، الصفدية 1/117، درء تعارض العقل والنقل 1/118، 230، 4/146، 5/81، 6/131، 303، 347، 7/113، 10/236، 246، 292، 303، 307، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 5/215، 307، 6/102، 9/301، 17/312 - 325، المسألة المصرية (ضمن مجموع الفتاوى 12/316) ، بيان تلبيس الجهمية 2/58.

(2) حكاية المناظرة في العقيدة الواسطية (ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية 3/168، وانظر: ص196) .

(3) درء تعارض العقل والنقل 10/312.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام