فهرس الكتاب
الصفحة 107 من 645

وبحمدك، اللهم اغفر لي» يتأول القرآن) [1] أي يعمل به.

وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله الفرق بين نوعي التأويل عند السلف: بأن المعنى الأول يكون التأويل فيه بمعنى العلم والكلام كالتفسير والشرح والإيضاح.

ويكون وجود التأويل - أيضاً - في القلب، وهو وجود ذهني لفظي رسمي في اللسان والكتاب.

وأما المعنى الثاني: فالتأويل فيه نفس الأمور الموجودة في الخارج، سواء كانت ماضية أو مستقبلة، ويكون التأويل من باب الوجود العيني الخارجي، فتأويل الكلام هو الحقائق الثابتة في الخارج [2] .

وهذان المعنيان لا يذم ابن تيمية رحمه الله إذا أقر بهما، كما يقر بهما السلف الصالح - رحمهم الله أجمعين -.

وقد حدث عند المتكلمين تعريف ثالث للتأويل لم يكن معروفاً عند السلف، ولا في معاجم اللغة المتقدمة، وقد نقل هذا المعنى عن ابن الأثير (ت - 630هـ) ، وابن الكمال [3] ، وغيرهما من المتأخرين.

وهذا المعنى للتأويل عند المتكلمين له تعريفات عدة أشهرها تعريفه بأنه:

صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به [4] .

(1) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه 2/299 كتاب الأذان، باب التسبيح والدعاء في السجود، ومسلم في صحيحه 1/350 كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود.

(2) انظر: الإكليل في المتشابه والتأويل ص26.

(3) ابن الكمال: محمد بن أحمد بن داود بن موسى اللخمي، ابن الكمال، أبو عبد الله، فقيه مقريء، له حظ في اللغة والأدب، تجول في بلاد الأندلس، وقرأ بمرسية، ت سنة 712هـ.

انظر في ترجمته: الدرر الكامنة لابن حجر 3/405، معجم المؤلفين لكحالة 8/259.

(4) انظر: أساس التقديس للرازي ص235.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام