فهرس الكتاب
الصفحة 88 من 854

(المبحث الثاني): منهجه في الاستدلال

منهجه في الاستدلال بالعقل:

لقد تابع الصاوى أسلافه من المتكلمين، في استخدام عدد من الأوجه الاستدلالية؛ حتى يتم بها تقرير مبدئه في اعتماد العقل، كمسلك مستقل في الدلالة على مسائل الإلهيات، ويمكن عدها فيما يلى:

1 -الاستدلال بقياس الغائب على الشاهد.

2 -الاستدلال بالسبر والتقسيم.

3 -الاستدلال بالقياس المنطقى. (1)

أولًا: الاستدلال بقياس الغائب على الشاهد:

ويراد به معرفة ما غاب عن الحس، بطريقة البناء على المشاهد (2) .

أما عن مكانته في الاستدلال، فكثيرًا ما يعول المتكلمون لتنظير أصولهم العقلية في تقرير القضايا الإلهية عليه؛ حتى قطع شيخ الإسلام بأن هذا معتمدهم في تقرير ما ذهبوا إليه فيها، يقول - رحمه الله:"إن مبنى كلامهم في الإلهيات، إنما هو القياس على ما وجدوه في المشهودات، لا طريق لهم غير ذلك أصلًا". (3)

وقد استدل به المتكلمون لإثبات ما أثبتوه من الصفات، كما استدلوا به أيضًا في نفى ما نفوه منها؛ فأولوه أو فوضوا معناه، ويلزم لصحة هذا المسلك وجود الجامع العقلى، الذي بموجبه يصح القياس، وقد يكون علة أو شرطًا، مثال ذلك ما أورده

(1) انظر: مسالك المتكلمين في الاستدلال بالعقل كتاب: منهج إمام الحرمين، لشيخنا الفاضل: د/ أحمد آل عبد اللطيف: 139.

(2) انظر: المحيط بالتكليف، للقاضى عد الجبار: 167.

(3) بيان تلبيس الجهمية: (2/ 498) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام