الصفحة 43 من 55

المبحث الخامس: إطلاق هذا اللفظ على المبتدع

لقد اشتد السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ على أهل البدع، ونهوا عن تعظيمهم وإكرامهم، وذلك لما لهم من الخطر على الإسلام وأهله.

وقد جاءت النصوص عنهم محذرة من ذلك.

قال إبراهيم بن ميسرة (ت 132) ـ رحمه الله تعالى ـ: (( من وقر صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام ) ) (1) .

وبنحو ذلك قال الفضيل بن عياض (2) (ت 187) .

وكان طاوس (ت106) ـ رحمه الله تعالى ـ يطوف بالبيت، فلقيه معبد الجهني (ت 80) ، فقال له طاوس: أنت معبد؟ قال: نعم، فالتفت طاوس إلى من معه وقال: (( هذا معبد، فأهينوه ) ) (3) .

بل حكى الإمام أبو إسماعيل الصابوني (ت 449) إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب قهر أهل البدع وإذلالهم، فقال: (( واتفقوا ـ مع ذلك ـ على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم وإقصائهم، والتباعدعنهم، ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله ـ عز وجل ـ بمجانبتهم ومهاجرتهم ) ) (4) .

فالسلف ـ رحمهم الله تعالى ـ يرون إذلال أهل البدع وقهرهم، ترك الانبساط معهم، والسلام عليهم، ومؤاكلتهم، ومجالستهم، فضلا عن تقديمهم

(1) أخرجه ابن بطة في الإبانة الصغرى (ص113) ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 139) .

(2) ذكره ابن بطة في الإبانة الصغرى (ص113) .

(3) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (2/ 638) .

(4) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص134) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام