الصفحة 10 من 55

المبحث الثاني: معنى هذا الاسم الكريم

إذا أطلق السيد على الله ـ تعالى ـ فهو بمعنى المالك والمولى والرب (1) .

قال الحليمي ـ رحمه الله تعالى ـ: (( ومعناه: المحتاج إليه على الإطلاق، فإن سيد الناس إنما هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوته يستمدون.

فإذا كانت الملائكة، والإنس والجن خلقا للباريء ـ جل ثناؤه ـ لم يكن بهم غيبة في بدء أمرهم وهو الموجود، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا، ولا في الإبقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض أثناء البقاء كان حقا له ـ جل ثناؤه ـ أن يكون سيدا، وكان حقا عليهم أن يدعوه بهذا الاسم )) (2) .

فالسؤدد كله حقيقة لله، والخلق كلهم عبيده، إذ إن الله ـ تعالى ـ هو المالك لعبيده، فنواصيهم بيديه، المتولي أمرهم، القائم على كل نفس بما كسبت، فما من معنى من معاني السيادة إلا ولله ـ تعالى ـ أكمله.

قال ابن الأنباري ـ رحمه الله تعالى ـ: (( والسيد هو الله، إذ كان مالك الخلق أجمعين، ولا مالك لهم سواه ) ) (3) .

وقال الأزهري (ت 370) ـ رحمه الله تعالى ـ: (( وأما صفة الله ـ جل ذكره بـ(السيد) ، فمعناه أنه مالك الخلق، والخلق كلهم عبيده )) (4) .

وقال أبو سليمان الخطابي (ت 388) ـ رحمه الله تعالى ـ: (( قوله: السيد

(1) انظر: حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم (ص394) .

(2) المنهاج في شعب الإيمان (1/ 192) ، وانظر: الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 69) .

(3) تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، مادة (ساد) (13/ 35) .

(4) لسان العرب (3/ 229) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام