الصفحة 40 من 55

المبحث الرابع: إطلاقه على المنافق والكافر

إن المنافق والكافر ومن في حكمهم قد نهي الله ـ تعالى ـ عن إعزازهم وإكرامهم بعد إذ أذلهم، وأمر ـ جل وعلا ـ بإصغارهم واحتقارهم وإذلالهم.

قال الله ـ تعالى ـ: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} (1) .

وقال ـ تعالى ـ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (2) .

وأمر ـ جل وعلا ـ بالغلظة عليهم، فقال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (3) .

قال الحافظ ابن كثير (ت 774) ـ رحمه الله تعالى ـ: (( أمر ـ تعالى ـ رسوله ـ ? ـ بجهاد الكفار والمنافقين، والغلظة عليهم، كما أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين، وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى النار في الدار الآخرة ) ) (4) .

ومخاطبتهم بهذه الألفاظ فيها من التودد والاحترام ما ليسوا جديرين به، فإذا قال لهم العبد المسلم ذلك، فقد أعزهم بعد إذ أذلهم الله، وأكرمهم بعد إذ أهانهم الله.

وقد كان ـ ? ـ يكره استعمال اللفظ الشريف المصون في حق من

(1) الحج، آية (18) .

(2) التوبة، آية (29) .

(3) التوبة، آية (73) .

(4) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (2/ 371) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام