الصفحة 41 من 55

ليس كذلك، واستعمال اللفظ المهين المكروه فيمن ليس من أهله، وإطلاق السيادة على المنافق والكافر ومن في حكمهم من هذا القبيل (1) .

وقد جاء النص عن رسول الله ـ ? ـ في النهي عن إطلاق لفظ السيادة عليهم صريحا.

قال ـ ? ـ: (( لا تقولوا للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدا، فقد أسخطتم ربكم ) ).

وقد بين العلماء كيف أنّ من أطلق السيادة على المنافق مسخطٌ لربه، فقد ذكر الطحاوي (ت 322) ـ رحمه الله تعالى ـ أن سبب ذلك هو أنه وضع المنافق بخلاف المكان الذي وضعه الله ـ عز وجل ـ بذلك (2) .

وذكر ابن الأثير ـ رحمه الله تعالى ـ وجها آخر، فقال في بيان معنى هذا الحديث: (( فإنه إن كان سيدكم ـ وهو منافق ـ فحالكم دون حاله، والله لا يرضى لكم ذلك ) ) (3) .

فقد بين أن سبب النهي هو أن القائل جعل المنافق سيدا له، فيكون هذا القائل دونه، فلما كان دونه كانت حاله أشد من حاله.

وأما العلامة الطيبي (ت 743) ـ رحمه الله تعالى ـ فذهب إلى أن سبب السخط أحد أمرين:

الأول: هو كون من جعله سيدا، فقد جعله واجب الطاعة، فإذا أطاعه القائل، كان ذلك سببا لسخط الرب ـ جل وعلا ـ.

الثاني: أن السخط حاصل بمجرد قولها له، وإن لم يك سيدا في الحقيقة

(1) انظر: زاد المعاد لابن القيم (2/ 9) ، فيض القدير للمناوي (1/ 411) .

(2) انظر: شرح مشكل الآثار (15/ 249) .

(3) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/ 418) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام