المهدي واجب, كما هو مقرر عند أهل العلم, ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة اهـ
وتتبع ابن خلدون في «مقدمته» . طرق أحاديث خروجه, مستوعباً لها على حسب وسعه فلم تسلم له من علة, لكن ردوا عليه بأن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها كثيرة جداً تبلغ حد التواتر, وهي عند أحمد والترمذي وأبي داود وابن ماجة والحاكم والطبراني وأبي يعلى الموصلي والبزار وغيرهم من دواوين الإسلام, من السنن والمعاجم والمسانيد, وأسندوها إلى جماعة من الصحابة, فإنكارها مع ذلك مما لا ينبغي, والأحاديث يشد بعضها بعضاً, ويتقوى أمرها بالشواهد والمتابعات, وأحاديث المهدي بعضها صحيح, وبعضها حسن, وبعضها ضعيف, وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار, وأنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي, يؤيد الدين, ويظهر العدل, ويتبعه المسلمون, ويستولي على الممالك الإسلامية, ويسمى بالمهدي, ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره, وأن عيسى - صلى الله عليه وسلم - ينزل من بعده, فيقتل الدجال, أو ينزل معه فيساعده على قتله, ويأتم بالمهدي في بعض صلواته, إلى غير ذلك
وللقاضي العلامة (محمد بن علي الشوكاني) اليمني رحمه اللّه رسالة سماها «التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح» . قال فيها: الأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها, منها خمسون حديثاً في الصحيح والحسن والضعيف المنجبر, وهي متواترة بلا شك ولا شبهة, بل يصدق وصف التواتر على ما دونها, على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول, وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً, لها حكم الرفع, إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك اهـ, و انظره فقد ذكر أحاديثه وتكلم عليها.
وفي «الصواعق» . لابن حجر الهيتمي ما نصه: قال (أبو الحسين الآبري) : قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بخروج المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يملأ