للمباهلة بعد ذلك, فأظهروا من جزْمهم وإصرارهم على ماهم عليه, وأنهم على استعداد للمباهلة دون قراءة باقي النسخة, ولكنني أرْجَأْتهم لعلهم يُدركون ماوقعوا فيه من الأمر العظيم, ويستشعروا أيضاً شأن المباهلة، فذهبوا ومعهم النسخة ثم عادوا، وقد أخبروا صاحبهم اللحيدي فأظهر الجزم على المباهلة وحده، وكانوا قبل قد أخبروني أنه على استعداد بأن يُباهل كل الأمة، فمنعهم من الدخول معه في المباهلة, ثم في الآخِر سمح لهم بالاشتراك معه, فدعونا الحكم العدل السميع البصير, الرقيب الشهيد سبحانه, الذي يحكم بين عباده بالحق فيما يختلفون فيه أن يُهْلِك الكاذب, وقد حَصَلَتْ المباهلة في ليلة الجمعة الموافق 9/ 2/1422هـ, والجدير بالذكر هنا أن العلماء ذكروا أنه لا يمرّ على المتباهلين أكثر من سنة إلا ويُصاب المبطل، وإنني لأبرأُ إلى الله تعالى من حَوْلي وقوتي وألجأ إلى حَوْل الله وقوته، والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه عبد الكريم بن صالح الحميد القصيم, بريدة, شهر صفر 1422هجرية
-وهناك رد آخر لبعض الفضلاء سماه: «التوحيدية في الرد على اللحيدية» ., وقد قرظه الشيخ (عبد الرجمن بن جبرين)
هذا ما وقفت عليه من أسماء مدعي (المهدوية) أو ادعيت لهم, وهناك مُدَّعُون آخرون لم تنقل أسماؤهم, أو لم تصلنا أخبارهم, قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «منهاج السنة» . (8\ 259) :وأعرف في زماننا غير واحد من المشايخ الذين فيهم زهد وعبادة يظن كل منهم أنه (المهدي) , وربما يخاطب أحدهم بذلك مرات متعددة, ويكون المخاطب له بذلك الشيطان, وهو يظن أنه خطاب من قبل الله. اهـ
وقال في «الرد على البكري» . (1\ 427) : وكان شيخ آخر معظم عند أتباعه يدعي هذه المنزلة ويقول إنه (المهدي) الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم -, وإنه يزوج عيسى بابنته, وإن نواصي الملوك والأولياء بيده, يولي من يشاء ويعزل من يشاء, وإن الرب تعالى يناجيه دائما, وإن هو الذي يمد حملة العرش, وحيتان البحر, و قد عزرته تعزيرا بليغا في يوم مشهود بحضرة من أهل المسجد الجامع يوم الجمعة بالقاهرة, فعرفه الناس, و انكسر بسببه أشباهه من الدجاجلة. اهـ