الصفحة 163 من 216

250 -قال ابن المنادى: وفي كتاب دانيال: «أن السفيانيين ثلاثة, وان المهديين ثلاثة, فيخرج السفياني الأول, فإذا خرج وفشا ذكره خرج عليه المهدي الأول, ثم يخرج السفياني الثاني, فيخرج عليه المهدي الثاني, ثم يخرج السفياني الثالث, فيخرج عليه المهدي الثالث, فيصلح الله به كل ما أفسد قبله ويستنفذ الله به أهل الإيمان, ويحيي به السنة ويطفئ به نيران البدعة, ويكون الناس في زمانه أعزاء ظاهرين على من خالفهم, ويعيشون أطيب عيش, ويرسل الله السماء عليهم مدرارا, وتخرج الأرض زهرها ونباتها, فلا تدخر من نباتها شيئا, فيمكث على ذلك سبع سنين ثم يموت (1) » .

(1) - قال القرطبي في (التذكرة) (ص603) قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية [الكلبي المتوفى سنة663] : دانيال نبي من أنبياء بني إسرائيل, كلامه عبراني وهو على شريعة موسى وكان قبل عيسى بن مريم بزمان, ومن أسند مثل هذا إلي نبي عن غير ثقة أو توقيف من نبين ا- صلى الله عليه وسلم - فقد سقطت عدالته, إلا أن يبين وضعه لنصح أمانته وقد ذكر في هذا الكتاب من الملاحم وما كان من الحوادث وسيكون, وجمع فيه التنافي والتناقض بين الضب والنون, وأغرب فيما أغرب في روايته عن ضرب من الهوس الجنون, وفيه من الموضوعات ما يكذب آخرها أولها, ويتعذر على المتأول لها تأويلها, وما يتعلق به جماعة الزنادقة من تكذيب الصادق المصدوق محمد - صلى الله عليه وسلم -, أن في سنة ثلاثمائة يظهر الدجال من يهودية أصبهان, وقد طعنا في أوائل السبعمائة في هذا الزمان, وذلك شيء ما وقع ولا كان ومن الموضوع فيه والمصنوع, الحديث الطويل الذي استفتح به كتابه, فهلا اتقى الله وخاف عقابه, وان من افضح فضيحة في الدين نقل مثل هذه الإسرائيليات عن المتهودين, فانه لا طريق فيما ذكر عن دانيال إلا عنهم, ولا رواية تؤخذ في ذلك إلا منهم, وقد روى البخاري (4485) في تفسير سورة البقرة عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم, وقولوا آمنا بالله وما انزل إلينا» . وقد ذكر في كتاب الاعتصام (7363) أن ابن عباس- رضي الله عنه - قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء؟ وكتابكم الذي أنزله الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - أحدث شيء, تقرؤونه محضا لم يُشَبْ, وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كلام الله وغيروه, وقد كتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا, ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ , لا, والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم, قال ابن دحية رضي الله عنه: وكيف يؤمن من خان الله وكذب عليه, وكفر واستكبر وفجر. انتهى كلامه النفيس رحمه الله, وكثير منه ينطبق على بعض الآثار في هذا الكتاب, مما لا يصح سنده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, ولا أحد من صحابته الكرام البررة - رضي الله عنهم -, مما نقله رواته عن أهل الكتاب. وإن صح بذلك السند إلى قائله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام