غير الله ومن اعتقاد أن هذا الميت ينفع أو يضر من دون الله، قال الشيخ قاسم الحنفي: «ما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت وغيرها وينقل إلى ضرائح الأموات تقرباً إليهم حرام بإجماع المسلمين» [1] ، فمن زكى أو تصدق تديناً تقرباً إلى غير الله فقد وقع في الشرك الأكبر [2] .
ح - الشرك في الصيام والحج:
الصيام والحج من العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله بالإجماع، فمن تعبَّد بها لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر، وذلك كمن يصوم أو يحج إلى الكعبة تقرباً إلى ولي أو ميت أو غيرهما من المخلوقين، وكمن يحج إلى قبر تقرباً إلى صاحبه فهذا كله من الشرك الأكبر المخرج من الملة، سواء أفعله العبد أم اعتقد جوازه [3] .
ط - الشرك في الطواف:
الطواف عبادة بدنية لا يجوز أن تصرف إلا لله تعالى، ولا يجوز أن يطاف إلا بالكعبة المشرفة، وهذا كله مجمع عليه، فمن طاف بقبر نبي أو عبد صالح أو بمنزل معين أو حتى بالكعبة المشرفة تقرباً إلى غير الله تعالى، فقد وقع في الشرك الأكبر بإجماع المسلمين [4] .
(1) البحر الرائق 2/ 320، نقلاً عن الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي. وقد سبق قريبا نقل كلام الإمام الشوكاني في أن إخراج صدقة المال عبادة بلا خلاف.
(2) مجموع الفتاوى 1/ 75.
(3) منهاج السنة 2/ 440، درء تعارض العقل والنقل 1/ 227،228، مجموع الفتاوى 1/ 75،351، الصارم المنكي ص 215، الدين الخالص، 2/ 58، رسالة التوحيد للدهلوي الفصل الرابع ص 57،58.
(4) مجموع الفتاوى 2/ 308، الصارم المنكي ص 215، وينظر الجواب الكافي
ص 196، 199، 200 الدين الخالص 2/ 58، 94، رسالة التوحيد للعلامة إسماعيل الدهلوي الهندي الفصل الرابع ص 55، 56.