الصفحة 126 من 151

فلما لم يوافق علماءُ هذه البلاد على تلك الأفكار والآراء التي تبنّوها اتهموهم بأنواع التهم، رغم أنه ليس فيهم أحد من العلماء الراسخين في العلم، فهم يقولون للعلماء: أفتوا بما نرى وإلا فأنتم ضالُّون.

وقد قام بعض الأفراد والجماعات التي تبنَّت هذه الأفكار وعملت بتعليمات قادة هذا التوجه المشار إليهم فيما سبق بكثير من التفجيرات في بلاد المسلمين، كما قاموا بالاعتداء على بعض المستأمنين في ديار المسلمين، وغالب هذه الأعمال في بلاد الحرمين ـ المملكة العربية السعودية ـ ومن أوائل هذه الأحداث التفجير الذي حصل في حي العليا بوسط مدينة الرياض عام 1416هـ الموافق 1996م.

وقد استمرت هذه التفجيرات والاعتداءات إلى يومنا هذا، وقد زادت وكثرت بعد احتلال أمريكا وحلفائها للعراق، وقد قتل في هذه الأحداث كثير من المسلمين وبعض المستأمنين، وروع فيها كثير من المسلمين، وزعزع فيها أمن بعض مدن المسلمين [1] ، كما أنهم استحلوا دماء رجال الأمن الذين يقومون بمنعهم من مثل هذه الأعمال التي هي إفساد في الأرض والتي أجمع العلماء الراسخون في العلم على أن فعلها محرم ومخالف لشرع الله تعالى، بل إنه وصل الأمر ببعضهم إلى أن قام بالتفجير في مبنى المرور وسط مدينة الرياض في أول هذا العام ـ عام 1425هـ ـ مما تسبب في وفاة بعض رجال المرور، وتَهدُّمِ بعض أجزاء المساكن القريبة من هذا الانفجار، مما تسبب عنه قتل بعض أبناء المسلمين الذين يسكنون فيها، ولا يستغرب مثل هذا من هؤلاء

(1) ينظر: رسالة «استراتيجية تفجيرات القاعدة الأخطاء و الأخطار» لعدة مؤلفين ص178، 301 - 303، ورسالة «كشف الشبهات في مسائل العهد والجهاد» ، ورسالة «تفجيرات الرياض الأحكام والآثار» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام