الإشكال الثالث:
ما رواه البغدادي في"تاريخ بغداد" [ج 10/ص 186] : أخبرنا أبو محمد يحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر المحتسب أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل أخبرنا أبو بكر بن دريد أخبرنا الحسن بن خضر، قال: سمعت بن أبي داود يقول: (أدخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال:"ما حملك على خلافنا؟"، قال:"آية في كتاب الله تعالى"، قال:"وما هي قال؟"، قوله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ، فقال له المأمون:"ألك علم بأنها منزلة؟"، قال:"نعم"، قال:"وما دليلك؟"، قال:"إجماع الأمة"، قال:"فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل فارض بإجماعهم في التأويل"، قال:"صدقت! السلام عليك يا أمير المؤمنين") .
نقول هذا لا يثبت، في سنده محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية؛ أبو بكر الأزدي، قال أبو منصور الأزهري اللغوي: (دخلت على بن دريد فرأيته سكران) [لسان الميزان ج 5/ص 133] .
أقول: فالله أعلم ما حاله لما روى هذا الإجماع المخالف لإجماع السلف المنقول عن الأثبات.
وقال أبو ذر الهروي: سمعت بن شاهين يقول: (كنا ندخل على بن دريد ونستحيى منه مما نرى من العيدان معلقة والشراب المصفى، وقد كان جاوز التسعين) ، وقال مسلمة بن القاسم: (كان كثير الرواية للأخبار وأيام الناس والأنساب، غير انه لم يكن ثقة عند جميعهم وكان خليعا) [نفس المرجع] .