ومثل هذا الأمر لا يتقرر بأهواء، ولا بالتعلق بأمر الدنيا، أو قلة علم، أو اضمحلال فهم، لما يترتب عليه من مصير خطير، وحال عسير، والله يعلم وحده ربي كم أخذ هذا الأمر من وقتي، وكم تأملت في أعماقه، وعواقب نتائجه، لربما أكثر من عشر سنوات وهو يأكل في صدري، ويدك في ضميري، وقفت فيه على الشوارد، والفوائد، والفرائد، والأصول، والقواعد، ولزمت بالكتاب بالأضراس والنواجذ، وكأني أحقق الأمر بالدم، وأكتبه بما يشفع لي عند الله من عظيم هم وكبير غمَّ، وفي هذا القول تركت أحباباً قلوني، وأصحابا العمر رافقوني بسبب كلمات منهم خلقها التقليد الأعمى، والتبعية المحضة ولكن الله غايتي وهو وليِّ وهاديني صراطه المستقيم.
تنبيه:
مرجعي، وحجتي، وبراهيني التي ألقى الله بها ما لقيت في كتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليس ذلك على فهم رافضي مارق، أو جهمي متزندق، أو مرجئي محترق، أو خارجي مفارق، بل على فهم سلف الأمة الصالح الذين لزموا المحجة البيضاء بنور من ربهم، متحرياً الصحيح من أثار الصحابة، ومن تبعهم متحرراً من التقليد في تصحيح مالم يصح، وكل ذلك بأو ضح بيان، وأكبر برهان.