الصفحة 18 من 21

عبد الرزاق عن سفيان عن رجل عن طاوس عن ابن عباس في قوله {فأولئك هم الكافرون} ، قال: (كفر لا ينقل عن الملة) ، وفيها مبهم كما هو بين.

إذاً يتقرر أن الثابت حتماً من غير شك؛ عن ابن عباس والذي لا يدخله النقد هو"هو به كفر"، الذي رواه عبد الرزاق وغيره بسند صحيح لا يدخله الريب، فهو العمدة والأصل، ومن هنا ينظم إلى قائمة السلف ابن عباس رضي الله عنه، وما جاء عن طاوس خلافه فهو لا يخرق إجماعاً قد انعقد.

خامساً: هذه الرواية على ما تحمل من أهمية بالغة وتحديد مصير ومنهجية شرعية وتأويل عن الظاهر كان حري وحري بأئمة الحديث أن يتسابقوا عليها كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابو داود والدارمي والطيالسي وغيرهم الجم الكثير والكثير من أصحاب السنن والمسانيد والمعاجم ولا يخلو منها تفسير أبداً لأهميتها المتناهية، خصوصاً وقد نقل الإمام ابن راهويه الإجماع على خلافها، فإعراضهم عنها عجيب جداً، وإن كان أحمد رحمه الله تعالى رواها في الإيمان من طريق هشام الذي ضعفه هو، وكذا سعيد ابن منصور وابن بطة والحاكم والبيهقي والمروزي، فإن إعراض أهل الصحاح عنها مريب وعجيب وغريب جداً، مما يؤيد التضعيف المطلق لها، وليس هذا والله انتصاراً للنفس أو للمذهب أو لفكر، فليس من الدين أن ينتصر لمذهب على سبيل الفساد بين العبد وخالقه سبحانه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام