لا شك بأن كل إنسان قد انغلق عليه في هذه الحياة باب من الأبواب، فأخذ يلهث ويتلفت يمنة ويسرة؛ باحثًا عن مفتاح لما انغلق عليه، وقد ينسى أو يتناسى في غمرة الحياة وزحمتها، المفتاح الأكيد لكل باب مغلق، وهو الرجوع إلى الخالق سبحانه وتعالى والتضرع إليه بأسمائه الحسنى، التي فيها من المعاني ما لا يكفي لإحصائه مداد ولا ورق ..
1 -الله سبحانه وتعالى هو الحاكم بين عباده في الدنيا والآخرة بالقسط والعدل، يفتح بينهم في الدنيا بالحق، بما أرسل من الرسل، وأنزل من الكتب.
يقول القرطبي رحمه الله في هذا الاسم: ويتضمن من الصفات كل ما لا يتم الحكم إلا به، فيدل صريحًا على إقامة الخلق وحفظهم في الجملة؛ لئلا يستأصل المقتدرون المستضعفين في الحال».
ويدل على الجزاء العدل على أعمال الجوارح والقلوب في المثال، ويتضمن ذلك أحكامًا وأحوالاً لا تنضبط بالحد، ولا تحصى بالعد، وهذا الاسم يختص بالفصل والقضاء بين العباد بالقسط والعدل، وقد حكم الله بين عباده في الدنيا بما أنزل في كتابه، وبين في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكل حاكم إما أن يحكم بحكم الله تعالى أو بغيره، فإن حكم بحكم الله فأجره على الله، والحاكم في