الصفحة 7 من 38

وقال الخطابي رحمه الله: «الفتاح» : هو الحاكم بين عباده، وقال: وقد يكون الفتاح أيضًا الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم وأسبابهم، ويفتح بصائرهم؛ ليبصروا الحق، ويكون الفاتح بمعنى الناصر، كقوله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [1] [2] .

وقيل:"الفتح في اللغة: حل ما استغلق من المحسوسات والمعقولات، والله سبحانه هو الفتاح؛ لذلك يفتح ما تغلق على العباد من أسبابهم، فيغني فقيرًا، ويفرج عن مكروب، ويسهل مطلبًا، وكل ذلك يسمى فتحًا؛ لأن الفقير المنغلق عليه باب رزقه يفتح بالغنى، وكذلك المتحاكمان إلى الحاكم ينغلق عليهما وجه الحق، فيفتحه الحاكم عليهما، وهذا الاسم يختص بالقضاء بين العباد بالقسط والعدل، وقد حكم الله بين عباده في الدنيا بما أنزل في كتابه، وبين في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكل حاكم إما أن يحكم بحكم الله تعالى، أو بغيره" [3] .

(1) سورة الأنفال الآية: 19.

(2) شأن الدعاء (56) .

(3) الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، ورقة (305 أ) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام