2 -اسم الله الفتاح يطمئن قلوب عباد الله المؤمنين بأنه مهما طال ليل الظالم وكثر بغيه وظلمه للعباد، لا بد أن يفتح الله بين عباده المؤمنين وبين عباده الظالمين، وسيحكم سبحانه بحكمه القدري الكوني، فهو سبحانه من يحكم بين عباده بالحق والعدل، وقد توجهت الرسل إلى الله الفتاح سبحانه أن يفتح بينهم وبين أقوامهم المعاندين، فيما حصل بينهم من الخصومة والجدال.
فقال نوح - عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [1] ، فجاء الفتح بمعنى الفصل القدري بين جند الله وجند الشيطان، وبين عباد الله المؤمنين والمشركين، فأحق الله الحق وأبطل الباطل وإن أطال ليل الظالم.
وقيل: أي: اقض بيني وبينهم, ونجني من ذلك العذاب الذي تأتي به حكمًا بيني وبينهم والذين معي من أهل الإيمان بك والتصديق لي [2] .
وقال شعيب - عليه السلام - {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [3] ، أي: احكم بيننا وبين قومنا وانصرنا عليهم {وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} ، أي افصل بيننا
(1) سورة الشعراء، الآية 117، 118.
(2) تفسير الطبري (19/ 91) .
(3) سورة الأعراف، الآية 89.