وبين قومنا وانصرنا عليهم {وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} ، أي: خير الحاكمين، فإنك العادل الذي لا يجور أبدًا [1] .
وجاء اسم الله «الفتاح» في هذه الآيات ليدلل على أن الله سيفتح بين المؤمنين وبين الكافرين، وكانت النتيجة لقوم شعيب - عليه السلام - قال تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [2] ، فأخبر الله تعالى أنهم أخذتهم الرجفة، كما أرجفوا شعيبًا - عليه السلام - وأصحابه، وتوعدوهم بالجلاء [3] ، فعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم: «إن الله سبحانه ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته» ثم قرأ قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ} [4] ، فعقوبة الله للظالمين موجعة غليظة - والعياذ بالله -.
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: لما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [5] ، قال - صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بوجهك» أَوْ مِنْ تَحْتِ
(1) تفسير ابن كثير (2/ 233) .
(2) سورة الأعراف، الآية 91.
(3) تفسير ابن كثير (2/ 233) .
(4) سورة هود، الآية 102 - 103، والحديث أخرجه البخاري (4409) .
(5) سورة الأنعام، الآية 65.