أَرْجُلِكُمْ قال: «أعوذ بوجهك» ، فلما نزلت: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ، قال - صلى الله عليه وسلم: «هاتان أهون أو أيسر» [1] .
قال زيد بن أسلم: لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيوف، فقالوا: ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .. » [2] .
فاعلم بعد هذا أن الله سيجعل يومًا لهلاك الظالم الباغي، ولنصرة المؤمن، وهذا يدعو إلى الاطمئنان، وهو قول الأنبياء في قوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [3] ، والله يقول: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [4] ، وقد استجاب الله سبحانه لرسله ولدعائهم، ففتح بينهم وبين أقوامهم بالحق، فنجى الرسل وأتباعهم وأهلك المعاندين المعرضين عن الإيمان بآيات الله، وهذا من الحكم بينهم
(1) أخرجه البخاري (6883) .
(2) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسير (7/ 225) ، وقد أخرجه البخاري في الصحيح مختصرًا، في متنه قصة (121) .
(3) سورة الأعراف، الآية 89.
(4) سورة إبراهيم، الآية 15.