الصفحة 30 من 38

فكل من يخبر عن الأمور المغيبة بشيء يجعله وسيلة لمعرفة الأمور المغيبة يسمى كاهنا ويسمى عرافًا؛ لأنه لا يحصل له أمره إلا بنوع من الكهانة.

وقيل: العراف: هو اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم، مما يستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها، وهذا المعنى أعم، ويدل عليه الاشتقاق، إذ هو مشتق من المعرفة، فيشمل كل من تعاطى هذه الأمور وادعى بها المعرفة.

والكاهن مشرك بالله عز وجل؛ لأنه يستخدم الجن ويتقرب إليهم، ولا يصل إلى حقيقة السحر، ولا تخدمه الجن كما يريد حتى يهين القرآن، ويكفر بالله، ويسبه ويسب نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله، والسحر شرك بالله تعالى؛ لأنه ادعاء علم الغيب، قال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [1] .

وقد فصل فضيلة الشيخ ابن عثيمين القول في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا» فقال رحمه الله:

ظاهر الحديث أن مجرد سؤاله يوجب عدم قبول صلاته أربعين يومًا، ولكنه ليس على إطلاقه، فسؤال

(1) سورة النمل، الآية 65.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام