العراف ونحوه ينقسم إلى أقسام:
* القسم الأول:
أن يسأله سؤالاً مجردًا، فهذا حرام؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافًا فسأله، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا» ، فإثبات العقوبة على سؤاله يدل على تحريمه، إذ لا عقوبة إلا على فعل محرم.
* القسم الثاني:
أن يسأله فيصدقه، ويعتبر قوله، فهذا كفر؛ لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن، حيث قال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [1] .
* القسم الثالث:
أن يسأله ليختبره: هل هو صادق أو كاذب؟، لا لأجل أن يأخذ بقوله، فهذا لا بأس به ولا يدخل في الحديث، وقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن صياد فقال: «خبأت لك خبيئًا» - وكأنه يستفسره - قال ابن الصياد: الدخ، فقال - صلى الله عليه وسلم: «اخسأ فلن تعدو قدرك» [2] ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - سأله عن شيء أضمره له؛ لأجل أن يختبره، فأخبره به [3] .
(1) سورة النمل، الآية 65.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري (6244) واللفظ له، ومسلم (2930) .
(3) القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 532) .