عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّةِ ، قَالَتْ : نُودِيَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّلَاةَ جَامِعَةً ، فَخَرَجْنَا فَجَلَسْنَا خَلْفَ أَكْتَافِ الرِّجَالِ ، قَالَتْ : فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَلَا إِنَّ أَخَاكُمْ تَمِيمًا الدَّارِيَّ ، حَدَّثَنِي عَنْ بَنِي عَمٍّ لَهُ رَكِبُوا الْبَحْرَ ، فَذَهَبَتْ بِهِمُ الرِّيحَ حَتَّى أَلْجَأَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، فَخَرَجُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الطَّرِيقِ ، فَلَقُوا خَلْقًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ يَرَوْا قَبْلَهُ شَيْئًا أَعْظَمَ مِنْهُ ، لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا نَسْجَ بَنُو آدَمَ ، وَقَدْ كَسَاهُ الشَّعْرُ ، قَالَ : فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الطَّرِيقِ فَقَالَ : إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا عَنِ الطَّرِيقِ مَنْ يُخْبِرُكُمْ ، ويَشْتَهِي حَدِيثَكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِهَذَا الدَّيْرِ ، فَقُلْنَا : أَخْبِرِينَا مَا أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا الدَّسَّاسَةُ ، فَعَرَفْنَا أَنَّهَا امْرَأَةٌ ، فَمَضَيْنَا إِلَى الدَّيْرِ ، فَدَخَلْناهُ فَإِذَا خَلَقٌ لَمْ نَرَ قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهُ ، مَمْلُوءًا مَا بَيْنَ تَرَاقِيهِ إِلَى كَعْبَيْهِ ، حَدِيدًا ، مَمْسُوحَ الْعَيْنِ ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الطَّرِيقِ ، فَقَالَ : مَا أَنَا مُحَدِّثُكُمْ حَتَّى تُحَدِّثُونِي عَمَّا أَسْأَلُكُمْ عَنْهُ ، قُلْنَا : سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ، قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الْعَرَبِ هَلْ خَرَجَ بَعْدُ ؟ فَقُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : إِلَى مَ يَدْعُو ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ ، قَالَ : كَيْفَ سُرْعَةُ النَّاسِ إِلَى مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ ؟ قُلْنَا : سِرَاعٌ ، قَالَ : ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ مَا فَعَلَتْ ؟ قُلْنَا : تَطْفَحُ ، قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرٍ ؟ قُلْنَا : تَطْفَحُ ، قَالَ : سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ ، قَالَ : قُلْنَا لَهُ : مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الدَّجَّالُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَبْقَى أَرْضٌ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ إِلَّا وَطَأْتُها بِقَدَمَيَّ هَاتَيْنِ إِلَّا طَيْبَةُ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذِهِ طَيْبَةُ "
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ ، ثنا عُمَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ ، ثنا أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّةِ ، قَالَتْ : نُودِيَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الصَّلَاةَ جَامِعَةً ، فَخَرَجْنَا فَجَلَسْنَا خَلْفَ أَكْتَافِ الرِّجَالِ ، قَالَتْ : فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا إِنَّ أَخَاكُمْ تَمِيمًا الدَّارِيَّ ، حَدَّثَنِي عَنْ بَنِي عَمٍّ لَهُ رَكِبُوا الْبَحْرَ ، فَذَهَبَتْ بِهِمُ الرِّيحَ حَتَّى أَلْجَأَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، فَخَرَجُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الطَّرِيقِ ، فَلَقُوا خَلْقًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ يَرَوْا قَبْلَهُ شَيْئًا أَعْظَمَ مِنْهُ ، لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا نَسْجَ بَنُو آدَمَ ، وَقَدْ كَسَاهُ الشَّعْرُ ، قَالَ : فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الطَّرِيقِ فَقَالَ : إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا عَنِ الطَّرِيقِ مَنْ يُخْبِرُكُمْ ، ويَشْتَهِي حَدِيثَكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِهَذَا الدَّيْرِ ، فَقُلْنَا : أَخْبِرِينَا مَا أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا الدَّسَّاسَةُ ، فَعَرَفْنَا أَنَّهَا امْرَأَةٌ ، فَمَضَيْنَا إِلَى الدَّيْرِ ، فَدَخَلْناهُ فَإِذَا خَلَقٌ لَمْ نَرَ قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهُ ، مَمْلُوءًا مَا بَيْنَ تَرَاقِيهِ إِلَى كَعْبَيْهِ ، حَدِيدًا ، مَمْسُوحَ الْعَيْنِ ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الطَّرِيقِ ، فَقَالَ : مَا أَنَا مُحَدِّثُكُمْ حَتَّى تُحَدِّثُونِي عَمَّا أَسْأَلُكُمْ عَنْهُ ، قُلْنَا : سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ، قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الْعَرَبِ هَلْ خَرَجَ بَعْدُ ؟ فَقُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : إِلَى مَ يَدْعُو ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ ، قَالَ : كَيْفَ سُرْعَةُ النَّاسِ إِلَى مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ ؟ قُلْنَا : سِرَاعٌ ، قَالَ : ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ مَا فَعَلَتْ ؟ قُلْنَا : تَطْفَحُ ، قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرٍ ؟ قُلْنَا : تَطْفَحُ ، قَالَ : سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ ، قَالَ : قُلْنَا لَهُ : مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الدَّجَّالُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَبْقَى أَرْضٌ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ إِلَّا وَطَأْتُها بِقَدَمَيَّ هَاتَيْنِ إِلَّا طَيْبَةُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَذِهِ طَيْبَةُ يَعْنِي الْمَدِينَةَ