• 387
  • عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ ، وَبِلاَلٌ ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُولُ : {
    }
    كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ {
    }
    وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ {
    }
    ، وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ : {
    }
    أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً {
    }
    بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ {
    }
    ، {
    }
    وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ {
    }
    وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ {
    }
    ، قَالَ : اللَّهُمَّ العَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الوَبَاءِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا ، وَصَحِّحْهَا لَنَا ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الجُحْفَةِ " ، قَالَتْ : وَقَدِمْنَا المَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ ، قَالَتْ : فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلًا

    حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ المَدِينَةَ ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ ، وَبِلاَلٌ ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُولُ : كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ ، وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ : أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ ، وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ ، قَالَ : اللَّهُمَّ العَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الوَبَاءِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا ، وَصَحِّحْهَا لَنَا ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الجُحْفَةِ ، قَالَتْ : وَقَدِمْنَا المَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ ، قَالَتْ : فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلًا تَعْنِي مَاءً آجِنًا

    وعك: وعك : أصابه ألم من شدة المرض والحمى والتعب
    الحمى: الحُمَّى : علة يستحر بها الجسم
    مصبح: مصبح : مصاب بالموت صباحا
    شراك: الشراك : أحد السيور من الجلد والتي تمسك بالنعل على ظهر القدم
    أقلع: الإقلاع : الانقطاع والكف والترك والانتهاء عن الأمر
    عقيرته: العقيرة : الصوت
    بواد: الوادي : كل منفرج بين الجبال والتلال ، يكون مسلكا للسيل ومنفذا
    إذخر: الإذخِر : حشيشة طيبة الرائِحة تُسَقَّفُ بها البُيُوت فوق الخشبِ ، وتستخدم في تطييب الموتي
    وجليل: الجليل : نبات طيب الرائحة
    الوباء: الوبَاء بالقَصْر والمدّ والهمز : الطاعُون والمرضُ العام المنتشر بالعدوى
    صاعنا: الصاع : مكيال المدينة تقدر به الحبوب وسعته أربعة أمداد ، والمد هو ما يملأ الكفين
    مدنا: المد : كيل يُساوي ربع صاع وهو ما يملأ الكفين وقيل غير ذلك
    حماها: الحُمَّى : علة يستحر بها الجسم
    أوبأ: الوبَاء بالقَصْر والمدّ والهمز : الطاعُون والمرضُ العام المنتشر بالعدوى
    اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، اللَّهُمَّ
    حديث رقم: 6037 في صحيح البخاري كتاب الدعوات باب الدعاء برفع الوباء والوجع
    حديث رقم: 3743 في صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة
    حديث رقم: 5354 في صحيح البخاري كتاب المرضى باب عيادة النساء الرجال
    حديث رقم: 5377 في صحيح البخاري كتاب المرضى باب من دعا برفع الوباء والحمى
    حديث رقم: 2522 في صحيح مسلم كِتَابُ الْحَجِّ بَابُ فَضْلِ الْمَدِينَةِ ، وَدُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا
    حديث رقم: 1618 في موطأ مالك كِتَابُ الْجَامِعِ بَابُ مَا جَاءَ فِي وَبَاءِ الْمَدِينَةِ
    حديث رقم: 23766 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 23839 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 24010 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 25322 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 25496 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 25703 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 3794 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَجِّ بَابٌ ، فَضْلُ مَكَّةَ
    حديث رقم: 5691 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ ذِكْرُ إِبَاحَةِ عِيَادَةِ الْمَرْأَةِ أَبَاهَا وَمَوَالِي أَبِيهَا إِذَا اسْتَأْذَنَتْ مِنْ زَوْجِهَا
    حديث رقم: 4142 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ المناسك إِشْعَارُ الْهَدْيِ
    حديث رقم: 4143 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ المناسك إِشْعَارُ الْهَدْيِ
    حديث رقم: 7251 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الطِّبِّ عِيَادَةُ النِّسَاءِ الرِّجَالَ
    حديث رقم: 7275 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الطِّبِّ الدُّعَاءُ بِنَقْلِ الْوَبَاءِ
    حديث رقم: 25503 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْأَدَبِ الرُّخْصَةُ فِي الشِّعْرِ
    حديث رقم: 1314 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ
    حديث رقم: 6217 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْجَنَائِزِ بَابُ قَوْلِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟
    حديث رقم: 220 في مسند الحميدي مسند الحميدي أَحَادِيثُ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
    حديث رقم: 26 في مسند عائشة مسند عائشة حَدِيثُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
    حديث رقم: 40 في مسند عائشة مسند عائشة عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ
    حديث رقم: 377 في الأدب لابن أبي شيبة بَابُ اسْتِمَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّعْرَ وَغَيْرِ ذَلِكَ
    حديث رقم: 157 في غريب الحديث لإبراهيم الحربي غَرِيبُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابُ : جل
    حديث رقم: 543 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ مَا يَقُولُ لِلْمَرِيضِ
    حديث رقم: 1695 في أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني بَابُ الْعَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أُسَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ ، مَقْبُولُ الْقَوْلِ كَثِيرُ الْحَدِيثِ ، حَدَّثَ بأَصْبَهَانَ ، وَبِمَدِينَةِ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ .
    حديث رقم: 4598 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ هَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَكَّةَ ، بَدْرِيٌّ ، اسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ رَوَى عَنْهُ عَائِشَةُ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

    [1889] قَوْلُهُ قَالَتْ يَعْنِي عَائِشَةَ وَالْقَائِلُ عُرْوَةُ فَهُوَ مُتَّصِلٌ قَوْلُهُ وَهِيَ أَوْبَأُ بِالْهَمْزِ بِوَزْنِ أَفْعَلَ مِنَ الْوَبَاءِ وَالْوَبَاءُ مَقْصُورٌ بِهَمْزٍ وَبِغَيْرِ هَمْزٍ هُوَ الْمَرَضُ الْعَامُّ وَلَا يُعَارِضُ قُدُومَهُمْ عَلَيْهَا وَهِيَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ نَهْيُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقُدُومِ عَلَى الطَّاعُونِ لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ النَّهْيِ أَوْ أَنَّ النَّهْيَ يَخْتَصُّ بِالطَّاعُونِ وَنَحْوِهِ مِنَ الْمَوْتِ الذَّرِيعِ لَا الْمَرَضِ وَلَوْ عَمَّ قَوْلُهُ قَالَتْ فَكَانَ بُطْحَانُ يَعْنِي وَادِي الْمَدِينَةِ وَقَوْلُهَا يَجْرِي نَجْلًا تَعْنِي مَاءً آجِنًا هُوَ مِنْ تَفْسِيرِ الرَّاوِي عَنْهَا وَغَرَضُهَا بِذَلِكَ بَيَانُ السَّبَبِ فِي كَثْرَةِ الْوَبَاءِ بِالْمَدِينَةِ لِأَنَّ الْمَاءَ الَّذِي هَذِهِ صِفَتُهُ يَحْدُثُ عِنْدَهُ الْمَرَضُ وَقِيلَ النَّجْلُ النَّزُّ بِنُونٍ وَزَايٍ يُقَالُ اسْتَنْجَلَ الْوَادِي إِذَا ظَهَرَ نزوزه ونجلا بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وَقَدْ تُفْتَحُ حَكَاهُ بن التِّين وَقَالَ بن فَارِسٍ النَّجَلُ بِفَتْحَتَيْنِ سَعَةُ الْعَيْنِ وَلَيْسَ هُوَ المُرَاد هُنَا وَقَالَ بن السِّكِّيتِ النَّجْلُ الْعَيْنُ حِينَ تَظْهَرُ وَيَنْبُعُ عَيْنُ الْمَاءِ وَقَالَ الْحَرْبِيُّ نَجْلًا أَيْ وَاسِعًا وَمِنْهُ عَيْنٌ نَجْلَاءُ أَيْ وَاسِعَةٌ وَقِيلَ هُوَ الْغَدِيرُ الَّذِي لَا يَزَالُ فِيهِ الْمَاءُ قَوْلُهُ تَعْنِي مَاءً آجِنًا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْجِيمِ بَعْدَهَا نُونٌ أَيْ مُتَغَيِّرًا قَالَ عِيَاضٌ هُوَ خَطَأٌ مِمَّنْ فَسَّرَهُ فَلَيْسَ الْمُرَادُ هُنَا الْمَاءَ الْمُتَغَيِّرَ قُلْتُ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فَإِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ ذَلِكَ فِي مَقَامِ التَّعْلِيلِ لِكَوْنِ الْمَدِينَةِ كَانَتْ وَبِيئَةً وَلَا شَكَّ أَنَّ النَّجْلَ إِذَا فُسِّرَ بِكَوْنِهِ الْمَاءَ الْحَاصِلَ مِنَ النَّزِّ فَهُوَ بِصَدَدِ أَنْ يَتَغَيَّرَ وَإِذَا تَغَيَّرَ كَانَ اسْتِعْمَالُهُ مِمَّا يُحْدِثُ الْوَبَاءَ فِي الْعَادَةِ وَأَمَّا أَثَرُ عُمَرَ فَذكر بن سَعْدٍ سَبَبَ دُعَائِهِ بِذَلِكَ وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا فِيهَا أَنَّ عُمَرَ شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ فَقَالَ لَمَّا قَصَّهَا عَلَيْهِ أَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لَسْتُ أَغْزُو وَالنَّاسُ حَوْلِي ثُمَّ قَالَ بَلَى يَأْتِي بِهَا الله إِن شَاءَ


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:1803 ... ورقمه عند البغا: 1889 ]
    - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِوَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ:أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُوَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُقَالَ: اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ. اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ. قَالَتْ: وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهْيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ، قَالَتْ: فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلاً. تَعْنِي مَاءً آجِنًا". [الحديث 1889 - أطرافه في: 3926، 5654، 5677، 6372].وبه قال: (حدّثنا عبيد بن إسماعيل) بضم العين واسمه في الأصل عبد الله القرشي الكوفي الهباري قال: (حدّثنا أبو أسامة) بضم الهمزة حماد بن أسامة (عن هشام عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوام (عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما قدم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة) يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول كما جزم به النووي في كتاب السير من الروضة (وعك) بضم الواو وكسر العين المهملة أي حمّ (أبو بكر) الصديق (وبلال) -رضي الله عنهما- (فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول):(كل امرئ مصبح) بضم الميم وفتح الصاد المهملة والموحدة المشددة أي يقال له أنعم صباحًا أو يسقي صبوحه وهو شرب الغداة (في أهله).(والموت أدنى) أقرب (من الشراك نعله).بكسر الشين المعجمة وسكون الهاء فيهما في اليونينية أحد سيور النعل التي تكون على وجهها.(وكان بلال) -رضي الله عنه- (إذا أقلع) بضم الهمزة مبنيًا للمفعول ولأبي ذر أقلع بفتحها أي كف (عنه الحمى يرفع عقيرته) بفتح العين وكسر القاف وسكون التحتية فعيلة بمعنى مفعولة أي صوته باكيًا حال كونه (يقول):(ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة).(بواد) ويروى بفج (وحولي) مبتدأ خبره (إذخر) بكسر الهمزة وبمعجمتين الحشيش المعروف (وجليل).بفتح الجيم وكسر اللام الأولى نبت ضعيف وهو الثمام والجملة حالية وأنشده الجوهري في مادة جلل بمكة حولي بلا واو وهو أيضًا حال:(وهل أردن) بالنون الخفيفة (يومًا مياه مجنة).بفتح الميم وكسرها وفتح الجيم والنون المشددة موضع على أميال يسيرة من مكة بناحية مرّ الظهران. وقال الأزرقي: على بريد من مكة وهو سوق هجر (وهل يبدون) بالنون الخفيفة أي يظهرن (لي شامة) بالشين المعجمة (وطفيل).بفتح المهملة وكسر الفاء جبلان على نحو ثلاثين ميلاً من مكة أو الأول جبل من حدود هرشى مشرف هو وشامة على مجنة أو عينان. قيل: وليس هذان البيتان لبلال بل لبكر بن غالب بن عامر بن الحرث بن مضاض الجرهمي أنشدهما عندما نفتهم خزاعة من مكة. وتأمل كيف تعزى أبو بكر -رضي الله عنه- أخذ الحمى بما ينزل به من الموت الشامل للأهيل والغريب، وبلال -رضي الله عنه- تمنى الرجوع إلى وطنه على عادة الغرباء يظهر لك فضل أبي بكر على غيره من الصحابة -رضي الله عنهم-.(قال): أي بلال، وفي نسخة: وقال بواو العطف، وسقط ذلك في رواية أبي ذر وابن عساكر واقتصر على قوله: (اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا) أي اللهم أبعدهم من رحمتك كما أبعدونا (من أرضنا) مكة (إلى أرض الوباء) بالهمزة والمد وقد يقصر الموت الذريع يريد المدينة (ثم قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-):(اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد) حبًا من حبنا لمكة (اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا) صاع المدينة وهو كيل يسع
    أربعة أمداد والمدّ رطل وثلث عند أهل الحجاز ورطلان في غيرها.والثاني قول أبي حنيفة، وقيل يحتمل أن ترجع البركة إلى كثرة ما يكال بها من غلاتها وثمارها (وصححها) أي المدينة (لنا) من الأمراض (وانقل حماها إلى الجحفة) بضم الجيم وسكون المهملة ميقات أهل مصر وخصها لأنها كانت إذ ذاك دار شرك ليشتغلوا بها عن معونة أهل الكفر فلم نزل من يومئذ أكثر الله حمى لا يشرب أحد من مائها إلاَّ حمَّ.قال عروة بالسند السابق: (قالت): عائشة -رضي الله عنها- (وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله) بهمزة مضمومة آخر أوبأ على وزن أفعل التفضيل أي أكثر وباء وأشد من غيرها (قالت): عائشة أيضًا -رضي الله عنها- (فكان بطحان) بضم الموحدة وسكون الطاء وفتح الحاء المهملتين وبعد الألف نون واد في صحراء المدينة (يجري نجلاً) بفتح النون وسكون الجيم ماء يجري على وجه الأرض.قال الراوي: (تعني) عائشة (ماء آجنًا) بفتح الهمزة الممدودة وكسر الجيم بعدها نون أي متغيرًا، وغرض عائشة بذلك بيان السبب في كثرة الوباء بالمدينة لأن الماء الذي هذا صفته يحدث عنه المرض.وهذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا في الحج.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:1803 ... ورقمه عند البغا:1889 ]
    - حدَّثنا عُبَيْدُ بنُ إسْمَاعِيلَ قَالَ حدَّثنا أبُو أُسَامَةَ عنْ هِشَامٍ عَنْ أبِيهِ عنْ عائِشَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قالَتْ لَمَّا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَةَ وُعِكَ أبُو بَكْرٍ وبِلالٌ فكَانَ أبُو بَكْرٍ إذَا أخَذَتْهُ الحمَّى يَقُولُ:(كُلُّ امْرىءٍ مُصَبَّحٌ فِي أهلِهِ ... والْمَوْتُ أدْنَى مِنْ شِرَاكِ)وكانَ بِلاَلٌ إذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولَ:(ألاَ لَيْتَ شَعْرِي هَلْ أبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إذْخِرٌ وجَلِيلٌ)(وهَلْ أرِدَنْ يَوْما مِياهَ مَجَنَّةٍ ... وهَلْ يَبْدُونَ لِي شَامَةٌ وطَفِيلُ)قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وعُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وأُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ كمَا أخْرَجُونَا مِنْ أرْضِنَا إلَى أرْضِ الوَباءِ ثُمَّ قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنَا كَحُبِّنَا مَكَّةَ أوْ أشَدُّ أللَّهُمَّ بارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وفِي مُدِّنا وصَحِّحْها لَنا وانْقُلْ حُمَّاهَا إلَى الجُحْفَةِ قالَتْ وقَدِمْنَا المَدِينَةَ وهْيَ أوْبَأُ أرْضِ الله قالَتْ فَكانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلاً تَعْنِي مَاء آجِنا..مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما فهم من الَّذين قدمُوا الْمَدِينَة القلق بِسَبَب نزولهم فِيهَا وَهِي وبيئة، دَعَا الله تَعَالَى أَن يحببهم الْمَدِينَة كحبهم مَكَّة، وَأَن يُبَارك فِي صاعهم وَفِي مدهم، وَأَن ينْقل الْحمى مِنْهَا إِلَى الْجحْفَة لِئَلَّا تعرى الْمَدِينَة.ذكر رِجَاله: وهم خَمْسَة: الأول: عبيد الله، بِضَم الْعين: ابْن إِسْمَاعِيل، واسْمه فِي الأَصْل: عبيد الله، يكنى أَبَا مُحَمَّد الْهَبَّاري الْقرشِي، قَالَ البُخَارِيّ: مَاتَ فِي شهر ربيع الأول يَوْم الْجُمُعَة سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ. الثَّانِي: أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة. الثَّالِث: هِشَام بن عُرْوَة. الرَّابِع: أَبوهُ عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام. الْخَامِس: عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ.
    ذكر لطائف إِسْنَاده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين. وَفِيه: العنعنة فِي موضِعين. وَفِيه: أَن شَيْخه من أَفْرَاده وَأمه وَأَبُو أُسَامَة كوفيان وَهِشَام وَأَبوهُ مدنيان. وَفِيه: رِوَايَة الإبن عَن الْأَب، وَأخرج الحَدِيث مُسلم أَيْضا فِي الْحَج.ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (لما قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة) ، كَانَ قدومه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة يَوْم الْإِثْنَيْنِ قَرِيبا من وَقت الزَّوَال، قَالَ الْوَاقِدِيّ، رَحمَه الله تَعَالَى: لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: لثنتي عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ، وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور من السّنة الأولى من التَّارِيخ الإسلامي. قَوْله: (وعك) ، جَوَاب: لما، وَهُوَ على صِيغَة الْمَجْهُول، أَي: أَصَابَهُ الوعك وَهُوَ الْحمى، وَقَالَ ابْن سَيّده: رجل وعك ووعك موعوك، وَهَذِه الصِّيغَة على توهم فعل كألم، والوعك لم يجده الْإِنْسَان من شدَّة التَّعَب، وَفِي (الْجَامِع) : وعك إِذا أَخَذته الْحمى، والواعك الشَّديد من الْحمى، وَقد وعكته الْحمى تعكه إِذا أَدْرَكته وَفِي (الْمُجْمل) : الوعك الْحمى، وَقيل: هُوَ مغث الْحمى. قَوْله: (كل امرىء. .) إِلَى آخِره رجز مسدس. قَوْله: (مصبح) ، بِلَفْظ الْمَفْعُول أَي: يُقَال لَهُ: صبحك الله بِالْخَيرِ، وأنعم الله تَعَالَى صباحك، وَالْمَوْت قد يفجؤه فَلَا يُمْسِي حَيا. قَوْله: (أدنى) أَي: أقرب. (من شِرَاك نَعله) ، بِكَسْر الشين: أحد سيور النَّعْل الَّتِي تكون على وَجههَا. قَوْله: (إِذا أقلع) بِلَفْظ الْمَعْلُوم من الإقلاع عَن الْأَمر، وَهُوَ الْكَفّ عَنهُ، ويروى بِلَفْظ الْمَجْهُول. قَوْله: (عقيرته) ، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الْقَاف: وَهُوَ الصَّوْت إِذا غنى بِهِ، أَو بَكَى، وَيُقَال: أَصله أَن رجلا قطعت إِحْدَى رجلَيْهِ فَرَفعهَا وصرخ، فَقيل لكل رَافع صَوته: قد رفع عقيرته، وَعَن أبي زيد يُقَال: رفع عقيرته إِذا قَرَأَ أَو غنى، وَلَا يُقَال فِي غير ذَلِك. وَفِي (التَّهْذِيب) للأزهري: أَصله أَن رجلا أُصِيب عُضْو من أَعْضَائِهِ وَله إبل اعْتَادَ حداءها، فانتشرت عَلَيْهِ إبِله، فَرفع صَوته بالأنين لما أَصَابَهُ من الْعقر فِي يَده، فَسمِعت لَهُ إبِله فحسبته يَحْدُو بهَا فاجتمعت إِلَيْهِ، فَقيل لكل من رفع صَوته: رفع عقيرته. وَفِي (الْمُحكم) : عقيرة الرجل صَوته إِذا غنى أَو قَرَأَ أَو بَكَى. قَوْله: (أَلا لَيْت شعري) إِلَى آخِره من الْبَحْر الطَّوِيل، وَأَصله: فعولن مفاعيلن، ثَمَان مَرَّات، وَفِيه الْقَبْض، وَكلمَة: ألاَ، هُنَا لِلتَّمَنِّي وَمعنى: لَيْت شعري، لَيْتَني أشعر. قَوْله: (وحولى) الْوَاو فِيهِ للْحَال. قَوْله: (إذخر) ، بِكَسْر الْهمزَة، وَقد مر تَفْسِيره فِي: بابُُ لَا ينفر صيد الْحرم وَفِي غَيره. قَوْله: (وجليل) ، بِفَتْح الْجِيم وَكسر اللَّام الأولى وَهُوَ: الثمام، وَهُوَ نبت ضَعِيف يحشى بِهِ حصاص الْبَيْت. قَوْله: (وَهل أردن) بالنُّون الْخَفِيفَة، وَكَذَلِكَ قَوْله: (وَهل يبدُوَن) قَوْله: (مياه مجنة) ، الْمِيَاه جمع مَاء، و: المجنة، بِفَتْح الْمِيم وَالْجِيم وَتَشْديد النُّون: مَاء عِنْد عكاظ على أَمْيَال يسيرَة من مَكَّة بِنَاحِيَة مر الظهْرَان، وَقَالَ الْأَزْرَقِيّ: هِيَ على بريد من مَكَّة، وَقَالَ أَبُو الْفَتْح: يحْتَمل أَن تسمى مجنة ببساتين تتصل بهَا، وَهِي الْجنان، وَأَن يكون وَزنهَا: فعلة من مجن يمجن، سميت بذلك لِأَن ضربا من المجون كَانَ بهَا، وَزعم ابْن قرقول أَن ميمها تكسر. قَوْله: (وَهل يبدُوَن) أَي: هَل يظهرن لي: شامة، بالشين الْمُعْجَمَة و: طفيل، بِفَتْح الطَّاء وَكسر الْفَاء. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: هما جبلان، وَقَالَ غَيره: طفيل جبل من حُدُود هرشي مشرف هُوَ وشامة على مجنة. وَقَالَ الْخطابِيّ: كنت أَحسب أَنَّهُمَا جبلان حَتَّى أنبئت أَنَّهُمَا عينان، وَذكر ابْن الْأَثِير والصاغاني: أَن شَابة بِالْبَاء الْمُوَحدَة بعد الْألف، وَقيل: إِن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ اللَّذين أنشدهما بِلَال، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ليسَا لَهُ، بل هما لبكر بن غَالب بن عَامر بن الْحَارِث ابْن مضاض الجرهمي، أنشدهما عِنْدَمَا نفتهم خُزَاعَة من مَكَّة، شرفها الله، وَقيل لغيره. قَوْله: (كَمَا أخرجونا) مُتَعَلق بقوله: (أللهم) فَقَوله: (أللهم الْعَن) مَعْنَاهُ: أللهم أبعدهم من رحمتك كَمَا أبعدونا من مَكَّة. قَوْله: (إِلَى أَرض الوباء) ، هُوَ مَقْصُور يهمز وَلَا يهمز، وَهُوَ الْمَرَض الْعَام، قَالَه بَعضهم، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الوباء، يمد وَيقصر، وَيُقَال: الوباء الْمَوْت الذريع، وَقَالَ الْأَطِبَّاء: هُوَ عفونة الْهَوَاء. قَوْله: (حبب) ، أَمر من حبب يحبب. وَقَوله: (الْمَدِينَة) مَفْعُوله. قَوْله: (أَو أَشد) ، أَي أَو حبا أَشد من حبنا لمَكَّة. قَوْله: (فِي صاعنا) أَي: فِي صَاع الْمَدِينَة، وَهُوَ كيل يسع أَرْبَعَة أَمْدَاد، وَالْمدّ رَطْل وَثلث رَطْل عِنْد أهل الْحجاز، ورطلان عِنْد أهل الْعرَاق، وَالْأول قَول الشَّافِعِي، وَالثَّانِي قَول أبي حنيفَة. وَقيل: إِن أصل الْمَدّ مُقَدّر بِأَن يمد الرجل يَدَيْهِ فَيمْلَأ كفيه طَعَاما. وَفِي رِوَايَة إِبْنِ إِسْحَاق عَن هِشَام عَن أَبِيه (عَن عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: أللهم إِن إِبْرَاهِيم عَبدك وخليلك دعَاك لأهل مَكَّة، وَأَنا عَبدك وَرَسُولك أَدْعُوك لأهل الْمَدِينَة بِمثل مَا دعَاك إِبْرَاهِيم لأهل مَكَّة: أللهم بَارك لنا فِي مدينتنا) الحَدِيث. قَوْله: (وصححها) أَي: صحّح الْمَدِينَة من الْأَمْرَاض. وَزَاد فِي دُعَائِهِ بقوله: (وانقل حماها) أَي: حمى الْمَدِينَة، وَكَانَت وبيئة، وخصص بِهَذَا فِي الدُّعَاء لِأَن أَصْحَابه حِين
    قدمُوا الْمَدِينَة وعكوا. قَوْله: (إِلَى الْجحْفَة) ، بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وبالفاء، وَهِي مِيقَات أهل مصر وَالشَّام وَالْمغْرب الْآن. وَذكر ابْن الْكَلْبِيّ: أَن العماليق أخرجُوا بني عنبر وهم أخوة عَاد من يثرب فنزلوا الْجحْفَة، وَكَانَ اسْمهَا: مهيعة، فَجَاءَهُمْ سيل فاجتحفهم فسميت الْجحْفَة، وَمعنى: اجتحفهم: سلب أَمْوَالهم وأخرب أبنيتهم وَلم يبْق شَيْئا، وَإِنَّمَا خص الْجحْفَة لِأَنَّهَا كَانَت يَوْمئِذٍ دَار شرك. وَقَالَ الْخطابِيّ: وَكَانَ أهل الْجحْفَة إِذْ ذَاك يهودا، وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا مَا يَدْعُو على من لم يجبهم إِلَى دَار الْإِسْلَام إِذا خَافَ مِنْهُ مَعُونَة أهل الْكفْر، وَيسْأل الله أَن يبتليهم بِمَا يشغلهم عَنهُ، وَقد دَعَا على قومه أهل مَكَّة حِين يئس مِنْهُم. فَقَالَ: (أللهم أَعنِي عَلَيْهِم بِسبع كسبع يُوسُف) ، ودعا على أهل الْجحْفَة بالحمى ليشغلهم بهَا فَلم تزل الْجحْفَة من يَوْمئِذٍ أَكثر بِلَاد الله حمَّى وَأَنه ليتقي شرب المَاء من عينهَا الَّذِي يُقَال لَهُ عين حم، فَقل من شرب مِنْهُ إلاَّ حُمَّ، وَلما دَعَا، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، بذلك الدُّعَاء لم يبْق أحد من أهل الْجحْفَة إلاَّ أَخَذته الْحمى، وَيحْتَمل أَن يكون هَذَا هُوَ السِّرّ فِي أَن الطَّاعُون لَا يدْخل الْمَدِينَة، لِأَن الطَّاعُون وباء، وَسَيِّدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا بِنَقْل الوباء عَنْهَا، فَأجَاب الله دعاءه إِلَى آخر الْأَبَد. فَإِن قلت: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْقدوم على الطَّاعُون، فَكيف قدمُوا الْمَدِينَة وَهِي وبيئة؟ قلت: كَانَ ذَلِك قبل النَّهْي، أَو أَن النَّهْي يخْتَص بالطاعون وَنَحْوه من الْمَوْت الذريع لَا الْمَرَض، وَإِن عَم. قَوْله: (قَالَت) ، يَعْنِي عَائِشَة، وَهُوَ مُتَّصِل بِمَا قبله فِي رِوَايَة عُرْوَة عَنْهَا. قَوْله: (وَهِي) أَي: الْمَدِينَة (أَو بِأَرْض الله) ، وأوبأ بِالْهَمْزَةِ فِي آخِره على وزن أفعل التَّفْضِيل من الوباء أَي أَكثر وباء وَأَشد من غَيرهَا. قَوْله (فَكَانَ ب حَان بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة وَهُوَ وَاد فِي صحراء الْمَدِينَة قَوْله: قَوْله: (يجْرِي نجلاً) خبر كَانَ تَعْنِي مَاء آجنا، وَهُوَ من تَفْسِير الرَّاوِي، ونجلاً، بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْجِيم، وَحكى ابْن التِّين فِيهِ نجلا بِفَتْح الْجِيم أَيْضا. وَقَالَ ابْن فَارس: النجل، بِفتْحَتَيْنِ سَعَة الْعين، وَقَالَ ابْن السّكيت: النجل النزُّ حِين يظْهر وينبع عين المَاء، وَقَالَ الحربن: نجلاً أَي: وَاسِعًا، وَمِنْه: عين نجلاء، أَي: وَاسِعَة. وَقيل: هُوَ الغدير الَّذِي لَا يزَال فِيهِ المَاء، وغرض عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، بذلك بَيَان السَّبَب فِي كَثْرَة الوباء بِالْمَدِينَةِ، لِأَن المَاء الَّذِي هَذِه صفته يحدث عِنْده الْمَرَض. قَوْله: (تَعْنِي مَاء آجنا) ، هَذَا من كَلَام الرَّاوِي، أَي: تَعْنِي عَائِشَة من قَوْلهَا: يجْرِي مَاء آجنا: الآجن بِالْمدِّ المَاء الْمُتَغَيّر الطّعْم واللون، يُقَال فِيهِ: أجن وأجن ياجن وياجن أجنا وأجونا فَهُوَ آجن بِالْمدِّ، وأجن. قَالَ عِيَاض: هَذَا تَفْسِير خطأ مِمَّن فسره، فَلَيْسَ المُرَاد هُنَا المَاء الْمُتَغَيّر، ورد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا قَالَ، فَإِن عَائِشَة قَالَت: (ذَلِك فِي مقَام التَّعْلِيل لكَون الْمَدِينَة كَانَت وبيئة، وَلَا شكّ أَن النجل إِذا فسر بِكَوْن المَاء الْحَاصِل من النز فَهُوَ بصدد أَن يتَغَيَّر، وَإِذا تغير كَانَ اسْتِعْمَاله مِمَّا يحدث الوباء فِي الْعَادة.ذكر مَا يُسْتَفَاد مِنْهُ فِيهِ: فضل أبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بَيَانه أَن الله لما ابتلى نبيه، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، بِالْهِجْرَةِ وفراق الوطن ابتلى أَصْحَابه بالأمراض، فَتكلم كل إِنْسَان بِمَا فِيهِ، فَأَما أَبُو بكر فَتكلم بِأَن الْمَوْت شَامِل لِلْخلقِ فِي الصَّباح والمساء، وَأما بِلَال فتمنى الرُّجُوع إِلَى وَطنه، فَانْظُر إِلَى فضل أبي بكر على غَيره. وَفِيه: فِي دُعَائِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَن يحبب الله لَهُم الْمَدِينَة حجَّة وَاضِحَة على من كذب، بِالْقدرِ، لِأَن الله عز وَجل هُوَ الْمَالِك للنفوس يحبب إِلَيْهَا مَا شَاءَ، وَيبغض، فَأجَاب الله دَعْوَة نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأحبوا الْمَدِينَة حبا دَامَ فِي نُفُوسهم إِلَى أَن مَاتُوا عَلَيْهِ. وَفِيه: رد على الصُّوفِيَّة إِذْ قَالُوا: إِن الْوَلِيّ لَا تتمّ لَهُ الْولَايَة إلاَّ إِذا تمّ لَهُ الرضى بِجَمِيعِ مَا نزل بِهِ، وَلَا يَدْعُو الله فِي كشف ذَلِك عَنهُ، فَإِن دَعَا فَلَيْسَ فِي الْولَايَة كَامِلا. وَفِيه: حجَّة على بعض الْمُعْتَزلَة الْقَائِلين بِأَن لَا فَائِدَة فِي الدُّعَاء مَعَ سَابق الْقدر، وَالْمذهب أَن الدُّعَاء عبَادَة مُسْتَقلَّة وَلَا يُسْتَجَاب مِنْهُ إلاَّ مَا سبق بِهِ التَّقْدِير. وَفِيه: جَوَاز هَذَا النَّوْع من الْغناء. وَفِيه مَذَاهِب: فَذهب أَبُو حنيفَة وَمَالك وَأحمد وَعِكْرِمَة وَالشعْبِيّ وَالنَّخَعِيّ وَحَمَّاد وَالثَّوْري وَجَمَاعَة من أهل الْكُوفَة: إِلَى تَحْرِيم الْغناء، وَذهب آخَرُونَ إِلَى كَرَاهَته، نقل ذَلِك عَن ابْن عَبَّاس، وَنَصّ عَلَيْهِ الشَّافِعِي وَجَمَاعَة من أَصْحَابه، وَحكي ذَلِك عَن مَالك وَأحمد، وَذهب آخَرُونَ إِلَى إِبَاحَته لَكِن بِغَيْر هَذِه الْهَيْئَة الَّتِي تعْمل الْآن، فَمن الصَّحَابَة عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ذكره أَبُو عمر فِي (التَّمْهِيد) وَعُثْمَان، ذكره الْمَاوَرْدِيّ، وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف، ذكره ابْن أبي شيبَة وَسعد ابْن أبي وَقاص وَابْن عمر ذكرهمَا ابْن قُتَيْبَة، وَأَبُو مَسْعُود البدري وَأُسَامَة بن زيد، وبلال وخوات بن جُبَير ذكرهمَا الْبَيْهَقِيّ
    وَعبد الله بن أَرقم ذكره أَبُو عمر، وجعفر بن أبي طَالب ذكره السهروردي فِي (عوارفه) والبراء بن مَالك ذكره أَبُو نعيم. وَابْن الزبير ذكره صَاحب (الْقُوت) وَابْن جَعْفَر وَمُعَاوِيَة وَعَمْرو بن الْعَاصِ والنعمان بن بشير وَحسان بن ثَابت وخارجة بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن حسان، ذكرهم أَبُو الْفرج فِي (تَارِيخه) ، وَقُطْبَة بن كَعْب ذكره الْهَرَوِيّ، ورباح بن المغترف ذكره ابْن طَاهِر. وَمن التَّابِعين جمَاعَة ذكرهم ابْن طَاهِر.وَذَهَبت طَائِفَة إِلَى التَّفْرِقَة بَين الْغناء الْكثير والقليل، وَنقل ذَلِك عَن الشَّافِعِي، وَذَهَبت طَائِفَة إِلَى التَّفْرِقَة بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء فحرموه من الْأَجَانِب وجوزوه من غَيرهم، وَقَالَ ابْن حزم: من نوى ترويح بهالقلب ليقوى على الطَّاعَة فَهُوَ مُطِيع، وَمن نوى بِهِ التقوية على الْمعْصِيَة فَهُوَ عَاص، وَإِن لم ينْو شَيْئا فَهُوَ لَغْو مَعْفُو عَنهُ، وَقَالَ الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور: إِذا سلم من تَضْييع فرض وَلم يتْرك حفظ حُرْمَة الْمَشَايِخ بِهِ فَهُوَ مَحْمُود، وَرُبمَا أجر.وَفِيه: أَن الله تَعَالَى أَبَاحَ لِلْمُؤمنِ أَن يسْأَل ربه صِحَة جِسْمه وَذَهَاب الْآفَات عَنهُ إِذا نزلت بِهِ كسؤاله إِيَّاه فِي الرزق، وَلَيْسَ فِي دُعَاء الْمُؤمن ورغبته فِي ذَلِك إِلَى الله لوم وَلَا قدح فِي دينه. وَفِيه: تَمْثِيل الصَّالِحين والفضلاء بالشعر.

    حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ قَالَتْ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏ "‏ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ ‏"‏‏.‏ قَالَتْ وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَهْىَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ‏.‏ قَالَتْ فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلاً‏.‏ تَعْنِي مَاءً آجِنًا‏.‏

    Narrated `Aisha:When Allah's Messenger (ﷺ) reached Medina, Abu Bakr and Bilal became ill. When Abu Bakr's fever got worse, he would recite (this poetic verse): "Everybody is staying alive with his People, yet Death is nearer to him than His shoe laces." And Bilal, when his fever deserted him, would recite: "Would that I could stay overnight in A valley wherein I would be Surrounded by Idhkhir and Jalil (kinds of goodsmelling grass). Would that one day I could Drink the water of the Majanna, and Would that (The two mountains) Shama and Tafil would appear to me!" The Prophet (ﷺ) said, "O Allah! Curse Shaiba bin Rabi`a and `Utba bin Rabi`a and Umaiya bin Khalaf as they turned us out of our land to the land of epidemics." Allah's Messenger (ﷺ) then said, "O Allah! Make us love Medina as we love Mecca or even more than that. O Allah! Give blessings in our Sa and our Mudd (measures symbolizing food) and make the climate of Medina suitable for us, and divert its fever towards Aljuhfa." Aisha added: When we reached Medina, it was the most unhealthy of Allah's lands, and the valley of Bathan (the valley of Medina) used to flow with impure colored water

    Telah menceritakan kepada kami ['Ubaid bin Isma'il] telah menceritakan kepada kami [Abu Usamah] dari [Hisyam] dari [bapaknya] dari ['Aisyah radliallahu 'anha] berkata; Ketika Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam sampai di Madinah, Abu Bakar dan Bilal menderita sakit demam. Dan Abu Bakar bila merasakan demam yang panas bersya'ir; Setiap orang pada pagi hari bersantai dengan keluarganya. Padahal kematian lebih dekat dari pada tali sandalnya. Dan Bilal ketika sembuh dari penakit demamnya dia bersa'ir dengan suara keras: Wahai kiranya kesadaranku, dapatkah kiranya aku bermalam semalam. Di sebuah lembah yang dikelilingi pohon idzkir dan jalil. Apakah ada suatu hari nanti aku dapat mencapai air Majannah. Dan apakah bukit Syamah dan Thufail akan tampak bagiku?. Lalu dia berkata: "Ya Allah, laknatlah Syaibah bin Rabi'ah, 'Uqbah bin Rabi'ah dan Umayyah bin Khalaf yang telah mengusir kami dari suatu negeri ke negeri yang penuh dengan wabah bencana ini". Kemudian Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Ya Allah, jadikanlah Madinah sebagai kota yang kami cintai sebagaimana kami mencintai Makkah atau bahkan lebih dari itu. Ya Allah, berikanlah barakah kepada kami dalam timbangan sha' dan mud kami sehatkanlah (makmurkan) Madinah buat kami dan pindahkanlah wabah demamnya ke Juhfah". 'Aisyah radliallahu 'anha berkata; Ketika kami tiba di Madinah, saat itu Madinah adalah bumi Allah yang paling banyak wabah bencananya. Sambungnya lagi: "Lembah Bathhan mengalirkan air keruh yang mengandung kuman-kuman penyakit

    Aişe r.anha'nın şöyle dediği nakledilmiştir: Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem Medine'ye hicret ettiğinde Ebu Bekir ve Bilal (r.anhuma) şiddetli hummaya yakalanmışlardı. Hatta Ebu Bekir r.a. kendisini humma tuttuğu zaman şöyle derdi: "Her kime sorulursa sabah olduğunda sıhhati Ölüm ona ayakkabısının bağından daha yakındır." Bilal ise rahatsızlığı biraz dindiği zamanlar ağlamaklı bir sesle: "Keşke bir kez olsun geçirsem geceyi İzhirlerle ve Celillerle dolu bir vadide. Acaba görecek miyim bir gün Micenne pınarlarını Bir gün tüm görkemiyle karşıma dikilecek mi Şame ve Tafîl dağları" diye mırıldanır ve Mekke'li müşriklerin ileri gelenlerine şöyle beddua ederdi: "Allah'ım onlar bizi nasıl yurdumuzdan atıp bu vebalı topraklara gönderdilerse, sen de Şeybe İbn Rebîa'yı, Utbe İbn Rebîa'yı ve Ümeyye İbn Halefi rahmetinden kov!" Bu yaşananlardan sonra Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem şöyle dua etmiştir: "Allah'ım Medine'yi bize Mekke'yi sevdiğimiz gibi hatta Mekke'ye olan sevgimizden daha fazla sevdir. Allah'ım sa'ı mıza ve müddümüze bereketler ver, Medine'yi hastalıklardan temizle, sağlıklı bir yer eyle. Buradaki hummayı Cuhfe'ye gönder!" Aişe (radiyallahu anha) şöyle demiştir: "Biz Medine'ye geldiğimizde burası yeryüzünün en vebalı bölgesi İdi. Buthan'dan akan pis sular hastalık saçıyordu." Tekrar:

    ہم سے عبید بن اسماعیل نے بیان کیا، کہا ہم سے ابواسامہ نے بیان کیا، ان سے ہشام نے، ان سے ان کے والد عروہ نے اور ان سے عائشہ رضی اللہ عنہا نے کہ جب رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم مدینہ تشریف لائے تو ابوبکر اور بلال رضی اللہ عنہما بخار میں مبتلا ہو گئے، ابوبکر رضی اللہ عنہ جب بخار میں مبتلا ہوئے تو یہ شعر پڑھتے: ہر آدمی اپنے گھر والوں میں صبح کرتا ہے حالانکہ اس کی موت اس کی جوتی کے تسمہ سے بھی زیادہ قریب ہے۔ اور بلال رضی اللہ عنہ کا جب بخار اترتا تو آپ بلند آواز سے یہ اشعار پڑھتے: کاش! میں ایک رات مکہ کی وادی میں گزار سکتا اور میرے چاروں طرف اذخر اور جلیل ( گھاس ) ہوتیں۔ کاش! ایک دن میں مجنہ کے پانی پر پہنچتا اور کاش! میں شامہ اور طفیل ( پہاڑوں ) کو دیکھ سکتا۔ کہا کہ اے میرے اللہ! شیبہ بن ربیعہ، عتبہ بن ربیعہ اور امیہ بن خلف مردودوں پر لعنت کر۔ انہوں نے اپنے وطن سے اس وبا کی زمین میں نکالا ہے۔ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے یہ سن کر فرمایا اے اللہ! ہمارے دلوں میں مدینہ کی محبت اسی طرح پیدا کر دے جس طرح مکہ کی محبت ہے بلکہ اس سے بھی زیادہ! اے اللہ! ہمارے صاع اور ہمارے مد میں برکت عطا فرما اور مدینہ کی آب و ہوا ہمارے لیے صحت خیز کر دے یہاں کے بخار کو جحیفہ میں بھیج دے۔ عائشہ رضی اللہ عنہا نے بیان کیا کہ جب ہم مدینہ آئے تو یہ اللہ کی سب سے زیادہ وبا والی سر زمین تھی۔ انہوں نے کہا مدینہ میں بطحان نامی ایک نالہ سے ذرا ذرا بدمزہ اور بدبودار پانی بہا کرتا تھا۔

    ‘আয়িশাহ্ (রাযি.) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম মাদ্বীনায় শুভাগমন করলে আবূ বাকার ও বিলাল (রাঃ) জ্বরাক্রান্ত হয়ে পড়লেন। আবূ বাকার (রাঃ) জ্বরাক্রান্ত হয়ে পড়লে তিনি এ কবিতাংশটি আবৃত্তি করতেন : ‘‘প্রত্যেকেই স্বীয় পরিবারের মাঝে দিনাতিপাত করছে, অথচ মৃত্যু তার জুতার ফিতা অপেক্ষা সন্নিকটবর্তী।’’ আর বিলাল (রাঃ) জ্বর থেকে সেরে উঠলে উচ্চস্বরে এ কবিতাংশ আবৃত্তি করতেন? ‘‘হায়, আমি যদি কবিতা আবৃত্তির মাধ্যমে মক্কার প্রান্তরে একটি রাত কাটাতে পারতাম আর আমার চারদিকে থাকত ইযখির এবং জালীল ঘাস। মাজান্না ঝর্ণার পানি পানের সুযোগ কখনো হবে কি? আমার জন্য শামা এবং ত্বফীল পাহাড় প্রকাশিত হবে কি?’’ আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম ) বলেনঃ হে আল্লাহ! তুমি শায়বা ইবনু রাবী‘আ, ‘উতবা ইবনু রাবী‘আ এবং উমায়্যাহ ইবনু খালফের প্রতি লা‘নত বর্ষণ কর; যেমনিভাবে তারা আমাদেরকে আমাদের মাতৃভূমি হতে বের করে মহামারীর দেশে ঠেলে দিয়েছে। এরপর আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম দু‘আ করলেনঃ হে আল্লাহ! মদিনাকে আমাদের নিকট মক্কার মত বা তার চেয়েও বেশি প্রিয় করে দাও। হে আল্লাহ! আমাদের সা‘ ও মুদে বরকত দান কর এবং মাদ্বীনাকে আমাদের জন্য স্বাস্থ্যকর বানিয়ে দাও। এর জ্বরের প্রকোপকে বা মহামারীকে জুহফায় স্থানান্তরিত করে দাও। ‘আয়িশাহ্ (রাযি.) বলেন, আমরা যখন মদিনা এসেছিলাম তখন তা ছিল আল্লাহর যমীনে সর্বাপেক্ষা অধিক মহামারীর স্থান। তিনি আরো বলেন, সে সময় মাদ্বীনায় বুতহান নামক স্থানে একটি ঝর্ণা ছিল যেখান হতে বর্ণ ও বিকৃত স্বাদের পানি প্রবাহিত হত। (৯৩৯২৬, ৫৬৫৪, ৫৬৭৭, ৬৩৭২, মুসলিম ১৫/৮৬, হাঃ ১৩৭৬, আহমাদ ২৪৪১৪) (আধুনিক প্রকাশনীঃ ১৭৫৪, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    ஆயிஷா (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் மதீனாவிற்கு வந்தபோது ஆபூபக்ர் (ரலி), பிலால் (ரலி) ஆகியோருக்குக் காய்ச்சல் கண்டது. அபூபக்ர் (ரலி) அவர்கள் தமக்குக் காய்ச்சல் ஏற்படும்போது, இவ்வாறு (கவிதை) கூறுவார்கள்: காலை வாழ்த்துக் கூறப்பெற்ற நிலையில் ஒவ்வொரு மனிதனும் தம் குடும்பத்தாரோடு காலைப் பொழுதை அடைகிறான் (ஆனால்,) அவன் செருப்புவாரைவிட மிக அருகில் மரணம் இருக்கிறது (என்பதை அவன் அறிவதில்லை) பிலால் (ரலி) அவர்கள் காய்ச்சல் நீங்கியதும் வேதனைக் குரல் எழுப்பி பின்வரும் கவிதை கூறுவார்கள்: ‘இத்கிர்’ (நறுமணப்) புல்லும் ‘ஜலீல்’ கூரைப் புல்லும் என்னைச் சுற்றியிருக்க, ஒரு இராப் பெழுதையேனும் (மக்காவின்) பள்ளத்தாக்கில் நான் கழிப்பேனா? (மக்காவின்) ‘மிஜன்னா’ (சுனை) நீரை ஒரு நாள் ஒரு பொழுது நான் சுவைப்பேனா? அந்த ஷாமா, தஃபீல் மலைகள் எனக்குத் தென்படுமா? மேலும் பிலால் (ரலி) அவர்கள், “இறைவா! ஷைபா பின் ரபிஆ, உத்பா பின் ரபீஆ, உமய்யா பின் கலஃப் ஆகியோர் எங்களை எங்கள் மண்ணிலிருந்து வெளியேற்றி, இந்த நோய்ப் பிரதேசத்திற்கு விரட்டியதைப் போன்று, அவர்களை நீ உன் கருணையிலிருந்து அப்புறப்படுத்தி (சபித்து)விடுவாயாக!” என்று கூறுவார்கள். பின்னர் அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள், “இறைவா! நாங்கள் மக்காவை நேசித்ததைப் போன்று, அல்லது அதைவிட அதிகமாக மதீனாவை எங்கள் நேசத்திற்குரியதாக ஆக்குவாயாக! இறைவா! எங்களுடைய (அளவைகளான) ‘ஸாஉ’, ‘முத்’து ஆகியவற்றில் (எங்கள் உணவில்) எங்களுக்கு நீ வளம் புரிவாயாக! இவ்வூரை எங்களுக்கு ஆரோக்கியமானதாக ஆக்குவாயாக! இங்குள்ள காய்ச்சலை ‘ஜுஹ்ஃபா’ எனும் பகுதிக்கு இடம்பெயரச் செய்வாயாக!” என்று பிரார்த்தித்தார்கள். நாங்கள் மதீனாவிற்கு வந்தபோது, அது அல்லாஹ்வின் பூமியிலேயே நோய் நொடிகள் அதிகமான பிரதேசமாக இருந்தது; (ஏனெனில்) ‘புத்ஹான்’ எனும் ஓடையில் மாசடைந்த தண்ணீர் ஓடிக் கொண்டிருந்தது. அத்தியாயம் :