قَالَ : أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، أَنَّ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيَّ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا الْغِيبَةُ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْمَرْءِ مَا يَكْرَهُ أَنْ يَسْمَعَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِذَا قُلْتَ بَاطِلًا فَذَلِكَ الْبُهْتَانُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلُقْمَانَ : بِمَاذَا أَدْرَكْتَ هَذَا ؟ قَالَ : بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَتَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكٌ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِلُقْمَانَ مَا بَلَغَ بِكَ مَا نَرَى ؟ قَالَ مَالِكٌ : يُرِيدُونَ الْفَضْلَ ، قَالَ لُقْمَانُ : صِدْقُ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ، وَتَرْكُ مَا لَا يَعْنِينِي
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ ، أَنَّ جَدَّهُ سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ . قَالَ سُفْيَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَكْثَرُ مَا يُخَافُ عَلَيَّ ؟ قَالَ : هَذَا . وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنَا ابْنُ سَمْعَانَ ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ ، قَالَ : إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَعْدٍ الْمُقْعَدَ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرَنِي بِأَمْرٍ ، أَعْتَصِمُ بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَمْلِكْ عَلَيْكَ هَذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ : فَرَأَيْتُ ذَلِكَ يَسِيرًا ، وَكُنْتُ رَجُلًا قَلِيلَ الْكَلَامِ ، فَلَمَّا أَفْطَنَنِي لَهُ إِذَا وَلَا شَيْءَ أَشَدَّ مِنْهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ صَمَتَ نَجَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ : أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ ؟ ، فَقَالَ : مَنْ سَلَّمَ النَّاسَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْمَهْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : رُبَّ كَلَامٍ قَدْ نَدِمْتُ عَلَيْهِ ، مَا نَدِمْتُ عَلَى صَمْتٍ قَطُّ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مِهْرَانَ ، يَقُولُ : عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : مَا مِنْ شَيْءٍ بِأَحَقَّ بِطُولِ السِّجْنِ مِنَ اللِّسَانِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَا مِنَ ابْنِ آدَمَ عُضْوٌ إِذَا هُوَ أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا وَهُوَ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا جَرَحَ عَلَيْهِ لِسَانُهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَغَيْرُهُمْ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَهُوَ آخِذٌ بِلِسَانِهِ بِثَوْبِهِ ، وَهُوَ يَسْعِسَعُهُ وَهُوَ يَقُولُ : هَذَا الَّذِي أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَهُوَ يَجْبِذُ لِسَانَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَهْ ، غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَهُ : إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ اثْنَيْنِ وَلَجَ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تُخْبِرُنَا ؟ ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى ، فَعَادَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : أَلَا تُخْبِرُنَا ؟ ، فَسَكَتَ ثُمَّ عَادَ أَيْضًا إِلَى مَقَالَتِهِ ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ لَيَقُولُ مِثْلَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ ، فَأَسْكَتَهُ رَجُلٌ إِلَى جَانِبِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ اثْنَيْنِ وَلَجَ الْجَنَّةَ : مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ، مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أَنَّ رَجُلًا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَنِ الْمُسْلِمُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ النَّاسَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
قَالَ : وًأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ يَقُولُ : مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَنَصَرَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا ، وَمَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرًّا ، ثُمَّ قَالَ : مَا الْتَقَمَ أَحَدٌ لُقْمَةً شَرًّا مِنَ اغْتِيَابِ مُؤْمِنٍ ، إِنْ قَالَ فِيهِ مَا يَعْلَمُ فَقَدِ اغْتَابَهُ ، وَإِنْ قَالَ فِيهِ مَا لَمْ يَعْلَمْ فَقَدْ بَهَتَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَرَى أَنْ تَبْلُغَ بِهِ حَيْثُ بَلَغَتْ يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ ، أَنَّ نَاسًا ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانُوا فِي سَفَرٍ ، وَكَانَ مَعَهُمْ رَجُلٌ عَاجِزٌ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : مَا أَعْجَزَهُ ، نَحْوٌ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْأَلُونَهُ لَحْمًا أَوْ طَعَامًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَكْفِيَكُمْ مَا عِنْدَكُمْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَاتِكَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَنْ حَمَى لَحْمَ مُؤْمِنٍ مِنْ مُنَافِقٍ يَغْتَابُهُ حَمَى اللَّهُ لَحْمَهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ مَنْ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ : امْرَأَةٌ تَصُومُ النَّهَارَ ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ، قَالَ : لَا خَيْرَ فِيهَا ، هِيَ فِي النَّارِ . وَقِيلَ : امْرَأَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ ، وَتَصَّدَّقُ مِنْ أَثْوَارِ الْأَقِطِ ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا بِلِسَانِهَا ، قَالَ : هِيَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ، عَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ ، سَمِعَ رَجُلًا ، يُحَدِّثُ قَوْمًا حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ وَلَا شَرٌّ ، فَقَالَ : لَوْ كَانَ أَخْرَصَ كَانَ . . . . . . .
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ قَالَ : قَدِمَ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ بَيَانِهِمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، أَوْ إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ابْنِ أَبِي دُجَانَةَ ، وَهُوَ مَرِيضٌ ، وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ ، فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُكَ ؟ قَالَ : مَا مِنْ عَمَلِ شَيْءٍ أَوْثَقَ عِنْدِي مِنَ اثْنَيْنِ : أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَعْنِينِي ، وَأَمَّا الْأُخْرَى : فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيمًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ خُطْبَةً فَقَصَرَ فِيهَا ، ثُمَّ خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ خُطْبَةً أَقْصَرَ مِنْ خُطْبَةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ثُمَّ خَطَبَ عُمَرُ خُطْبَةً هِيَ أَقْصَرُ مِنْ خُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : فَغَنَّ فِيهِ غَنِينًا ، وَفَنَّ فِيهِ فَنِينًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا
قَالَ : وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَلَّادٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا ، فَإِذَا فَغِرَ أَحَدُكُمْ فَاهُ فَلْيَتَّقِ اللَّهِ وَلْيَعْلَمْ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، كَانَ يَكْرَهُ كُلَّ خُطْبَةٍ طَوِيلَةٍ ، وَيَقُولُ : إِنَّ تَشْقِيقَ الْكَلَامِ مِنْ شَقَاشِقِ الشَّيْطَانِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، قَالَ : الْمُتَكَلِّمُ يَنْتَظِرُ الْفِتْنَةَ ، وَالصَّامِتُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ مَنْ ، حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ ، يَرْفَعُ الْحَدِيثِ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلَامِ الْحَكِيمِ أَتَقَبَّلُ ، وَلَكِنِّي أَتَقَبَّلُ هَمَّهُ وَهَوَاهُ ، فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ فِيمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَيَرْضَى جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا لِلَّهِ وَوَقَارًا ، وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ . . . قَالَ : وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى لُقْمَانَ الْحَكِيمِ ، فَقَالَ : أَنْتَ لُقْمَانُ ، أَنْتَ عَبْدُ بَنِي الْحَسْحَاسِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَنْتَ رَاعِي الْغَنَمِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَنْتَ الْأَسْوَدُ ؟ قَالَ : أَمَّا سَوَادِي فَظَاهِرٌ ، فَمَا الَّذِي يُعْجِبُكَ مِنْ أَمْرِي ؟ قَالَ : وَطْأُ النَّاسِ بِسَاطَكَ ، وَغَشْيُهُمْ بَابَكَ وَرِضَاهُمْ بِقَوْلِكِ . قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنْ صَنَعْتَ مَا أَقُولُ لَكَ كُنْتَ كَذَلِكَ . قَالَ لُقْمَانُ : غَضِّي بَصَرِي ، وَكَفِّي لِسَانِي ، وَعِفَّةُ طُعْمَتِي ، وَحِفْظِي فَرْجِي ، وَقَوَامِي بِعَهْدِي ، وَوَفَائِي بِوَعْدِي ، وَتَكْرِمَتِي ضَيفِي ، وَحِفْظِي جَارِي ، وَتَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي ، فَذَلِكَ الَّذِي صَّيَرَ كَمَا تَرَى
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ ، أَنَّ ابْنَ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : إِنَّ الْغَضَبَ لِيُفْسِدُ الْإِيمَانَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : كَتَبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَامَ الْحَكَمَيْنِ أَنِ انْهَ شِيعَتَكَ عَنْ شَتْمِ النَّاسِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ : أَلَّا يُودَى مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ ، وَلَا يَتَشَبَّهُ مَنْ أَسْلَمَ بِالْكُفَّارِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، عَنْ سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ ، قَالَ : كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ إِذَا كَتَبَتْ أَوْجَزَتْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : لَا تَلْعَنُوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّمَا يُرَادُ بِذَلِكَ أَذَى الْأَحْيَاءِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : أَكْثَرُ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُعْرَفُ فِيهِ وَجْهُ الْكَلَامِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ : أَقِلُّوا الْكَلَامَ إِلَّا مِنْ تِسْعٍ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَمَسْأَلَةُ الْخَيْرِ ، وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنَ الشَّرِّ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ ، قَالَ : كُنْتُ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَةِ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ تَامٌّ ، وَلَقَدِ اتَّخَذَ الْعَرَقُ طُرُقًا فِي جُلُودِنَا مِنَ الْغُبَارِ وَالْوَسَخِ إِذْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ لَنَا : لِيَتَبَشَّرَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَقُلْنَا : نَحْنُ كَذَلِكَ ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ صُورَةٌ حَسَنَةٌ لَا أَدْرِي مَتَى رَأَيْتُ رَجُلًا أَمْلَأَ فِي عَيْنَيَّ مِنْهُ ، حَتَّى قَرَأَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ إِلَّا كَلَّفَتْهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِكَلَامٍ يَعْلُوا كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : اللَّهُ لَا يُحِبُّ هَذَا ، وَضَرْبُهُ يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ لِلنَّاسِ لِيَّ الْبَقَرَةِ لِسَانَهَا فِي الْمَرْعَى ، كَذَلِكَ يَلْوِي اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ فِي جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ ، عَنِ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ لِسَانِ قَائِلٍ ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ امْرُؤٌ عَلَى مَا يَقُولُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَنْ ، سَمِعَ عُقَيْلَ بْنَ خَالِدٍ ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَا كَرِهْتُ أَنْ تُوَاجِهَ بِهِ أَخَاكَ فَهُوَ غِيبَةٌ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، كَتَبَ إِلَى الْقُرَظِيِّ : أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ يَعِظُنِي وَيُذَكِّرُنِي مَا هُوَ لِي خَطًّا ، وَعَلَيْكَ حَقًّا ، وَقَدْ أَصَبْتَ بِذَلِكَ أَفْضَلَ الْأَجْرَيْنِ ، الْمَوْعِظَةُ كَالصَّدَقَةِ ، بَلْ هِيَ أَعْظَمُ أَجْرًا ، وَأَبْقَى نَفْعًا ، وَأَحْسَنُ ذُخْرًا ، وَأَوْجَبُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُؤْمِنِ حَقًّا ، لَكَلِمَةٌ يَعِظُ بِهَا الرَّجُلُ أَخَاهُ لِيَزْدَادَ بِهَا فِي هُدًى رَغْبَةً خَيْرٌ مِنْ مَالٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ بِهِ إِلَيْهِ حَاجَةٌ ، وَإِنَّ مَا يُدْرِكُ أَخُوكَ بِمَوْعِظَتِكَ مِنَ الْهُدَى خَيْرٌ مِمَّا يَنَالُ بِصَدَقَتِكَ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِنْ يَنْجُو أَخُوكَ بِمَوْعِظَتِكَ خَيْرٌ مِمَّا يَنْجُو بِصَدَقَتِكَ مِنْ فَقْرٍ ، فَعِظْ مَنْ تَعِظُ لِقَضَاءِ حَقٍّ عَلَيْكَ ، وَاسْمَعْ كَذَلِكَ حِينَ تُوعَظُ ، وَكُنْ كَالطَّبِيبِ الْمُجَرِّبِ الْعَالِمِ الَّذِي قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ إِذَا وَضَعَ الدَّوَاءَ حَيْثُ لَا يَنْبَغِي اعْتَتَهُ وَأَعْيَبَ ، وَإِذَا أَمْسَكَهُ مِنْ حَيْثُ يَنْبَغِي جَهِلَ وَأَثِمَ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُدَاوِيَ مَجْنُونًا لَمْ يُدَاوِهِ وَهُوَ مُرْسَلٌ حَتَّى يَسْتَوْثِقَ مِنْهُ وَيُوثِقُ لَهُ خَشْيَةَ أَلَا يَبْلُغَ مِنْهُ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَتَّقِي مِنْهُ مِنَ الشَّرِّ كَانَ طِبُّهُ وَتَجْرِيبُهُ مِفْتَاحَ عِلْمِهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يُجْعَلِ الْمِفْتَاحُ عَلَى الْبَابِ لِكَيْ مَا يُغْلَقُ فَلَا يُفْتَحُ وَلَا لِيُفْتَحَ فَلَا يُغْلَقُ ، وَلَكِنْ يُغْلَقُ فِي حِينِهِ وَيُفْتَحُ فِي حِينِهِ ، وَالسَّلَامُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : أَتَى أَبُو حِرْزَةَ إِلَى أَبِي حَازِمٍ وَإِنِّي عِنْدَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَازِمٍ : يَا أَبَا حِرْزَةَ ، أَخَذْتُ أَنْ أَكُونَ ، وَأَنْتَ مِمَّنْ يَشُدُّ الْخِنَاقَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَرَّةِ إِنَّا نَصَبْنَا أَنْفُسَنَا لِلنَّاسِ ، نَأَمُرُهُمْ وَنَنْهَاهُمْ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ رَأَى رِجَالٌ أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ رِجَالًا أُدْخِلُوا النَّارَ ، فَقَالُوا : يَا رَبَّنَا ، بِمَ أَدْخَلْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا النَّارَ ، وَأَدْخَلْتَنَا الْجَنَّةَ ؟ فَوَعِزَّتِكَ مَا اهْتَدَيْنَا إِلَيْكَ إِلَّا بِهِمْ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : إِنَّهُمْ كَانُوا يَأْمُرُوكُمْ بِمَا لْا يَأْتَمِرُونَ ، وَيَنْهَوْنَكُمْ عَمَّا لَا يَنْتَهُونَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ كُرَيْبٍ ، يَقُولُ : إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَقُولُ : الَّذِي يَقُولُ الْفَاحِشَةَ ، وَالَّذِي يُشِيعُهَا بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، أَنَّ لُقْمَانَ ، قَالَ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، كُنْ سَرِيعًا تَفَهُّمًا ، بَطِيئًا تَكَلُّمًا ، وَمِنْ قَبْلِ أَنْ تَكَلَّمَ فَتُفْهَمَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ، فَإِنَّ تَشْقِيقَ الْكَلَامِ مِنَ الشَّيْطَانِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ خَلَّادَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ شَجَرَةَ التُّجِيبِيَّ ، يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ : اتَّقُوا عَلَى حَسَنَاتِكُمْ ، وَلَا تَنْسَلَّ مِنْكُمْ كَمَا يَنْسَلُّ الْمَاءُ مِنْ يَدِ أَحَدِكُمْ ، قَالُوا : بِمَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : بِالِاغْتِيَابِ
قَالَ : وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : الْقَوْلُ بِالْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ الصَّمْتِ ، وَالصَّمْتُ خَيْرٌ مِنَ الْقَوْلِ بِالْبَاطِلِ ، وَالْجَلِيسُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ ، وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مُجْهِرًا رَفِيعَ الصَّوْتِ ، وَيُحِبُّ أَنْ يَرَى الرَّجُلَ خَفِيضَ الصَّوْتِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : مَا فِي الْمَرْءِ مِنْ شَيْءٍ آلَمَ مِنَ الْفُحْشِ
قَالَ : وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ إِلَّا وَبَيْنَهُمَا سِتْرٌ مِنْ حَيَاءٍ ، فَإِذَا كَلَّمَ أَحَدُهُمَا أَخَاهُ فَكَلَّمَهُ هُجْرًا انَخْرَقَ السِّتْرُ أَوِ انْخَرَقَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كُنَّا نَتَّقِي الْكَلَامَ وَالِانْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا قُرْآنٌ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَكَلَّمْنَا
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ : أَلَا تَجْلِسُ فَتُحَدِّثَ ؟ قَالَ : إِنَّ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِذَا فَارَقَ قَلْبِي سَاعَةً فَسَدَ عَلَيَّ قَلْبِي قَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ : وَلَمْ أَرَ رَجُلًا كَانَ أَظْهَرَ حُزْنًا مِنْهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ، أَنَّهُ قَالَ لِبَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ : اخْزُنْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ إِلَّا مِمَّا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ ؛ فَإِنِّي قَدِ اتَّهَمْتُ النَّاسَ عَلَى دِينِي
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابنُ مَهْدِيٍّ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَدِيٍّ الطَّائِيِّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَمَرُّوا عَلَيْهِ بِطَيْرٍ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِيءَ بِهَذَا الطَّيْرِ ؟ فَقِيلَ : مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثٍ ، فَقَالَ : لَوَدِدْتُ أَنِّي حَيْثُ بِهَذَا الطَّيْرِ ، لَا أُكَلِّمُ بَشَرًا وَلَا يُكَلِّمُنِي قَالَ : أَوْ نَحْوَ هَذَا
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ صَخْرِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لَا تُؤْذُوا أَحْيَاءَكُمْ بِأَمْوَاتِكُمْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : لَمْ أَسْمَعِ ابْنَ عُمَرَ يَلْعَنُ خَادِمًا قَطُّ ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ ، غَضِبَ فِيهَا عَلَى بَعْضِ خَدَمِهِ ، قَالَ : لَعَنَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، كَلِمَةً لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ أَقُولُهَا قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِثْلَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ، بَعَثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ , فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةٌ ، فَأَمَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَدَعَا خَادِمًا ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَنْهُ حِينَ دَعَاهُ ، فَلَعَنَهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ : قَدْ سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ , فَاعْتَذَرَ أَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ حِينَ دَعَاهُ ، فَقَالَتْ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ ، وَلَا بِغَضَبِ اللَّهِ ، وَلَا بِالنَّارِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابِنِ زَحْرٍ ، عَنْ مَنْ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ أَنَّهَا رَكِبَتْ جَمَلًا فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : انْزِلِي عَنْهُ . وَكَانَ يَقُولُ : لَا تَلْعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ ، وَلَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ ، وَلَا تَلْعَنُوا مَا فِي بُيُوتِكُمْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ ، مَوْلَى سُلَيْمَانَ حَدَّثَهُ ، قَالَ : لَا أَدْرِي إِلَى مَنْ رَفَعَهُ ، قَالَ : يُقَالُ : مَا لَعَنَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا قَالَ مَا يَلِيهِ مِنْهَا : بَلِ الظَّالِمُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، يَقُولُ : أَتَى رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ الْعَنْ دَوْسًا , فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ قَوْمًا قَطُّ أَفْتَكَ رَجُلًا وَلَا أَفْتَكَ فَتَاةً مِنْهُمْ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا قَوْمَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّا لَمْ نُبْعَثْ طَعَّانِينَ وَلَا لَعَّانِينَ وَلَكِنَّا بُعِثْنَا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ , عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَكَانَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ فَلَعَنَهُ ، فَلَمَّا سَارَ دَعَا بِهِ النَّبِيُّ ، فَقَالَ : أَيْنَ الَّذِي لَعَنْ بَعِيرَهُ ؟ فَأَجَابَهُ ، فَقَالَ : قَدْ أُجِبْتَ فَاجْتَنِبْنَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، أَتَى أَخًا لَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ أَخِيهِ : ادْخُلْ حَتَّى يَأْتِيَكَ فَدَخَلَ فَاسْتَسْقَاهَا ، فَأَمَرَتْ جَارِيَتَهَا أَنْ تَسْقِيَهُ ، فَأَبْطَتْ ، فَلَعَنَتْهَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَخَاهُ رَبَّ الْبَيْتِ ، فَقَالَ : هَلَّا دَخَلْتَ الْبَيْتَ حَتَّى آتِيَكَ ، فَقَالَ : مِنْهُ خَرَجْتُ وَلَكِنِّي اسْتَسْقَيْتُ مَاءً فَأَمَرَتْ صَاحِبَتُكَ خَادِمَتَهَا فَأَبْطَتْ عَلَيْهَا ، فَلَعَنَتْهَا ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ أَوِ الْمَرْأَةَ إِذَا أَرْسَلَ اللَّعْنَةَ مَضَتْ حَيْثُ أُرْسِلَتْ ، فَإِنْ وَجَدَتْ مَنْفَذًا , وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَكُونَ بِسَبِيلِهَا
قَالَ : وَحَدَّثَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، قَالَ : مَا سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ ، سَابَّ أَحَدًا مِنَ الْأَئِمَّةِ قَطُّ ، قَالَ : وَإِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ أَحَدٌ مِنَ الْوُلَاةِ ، فَقِيلَ : عَدُوُّ اللَّهِ الْكَذَا وَالْكَذَا سَكَتَ فَلَا يَقُولُ فِيهِمْ شَيْئًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ مَسْرُوقٍ الْفَزَارِيَّ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّ ابْنَ جُدْعَانَ سَابَّ ابْنَ قُنْفُذٍ ، وَابْنُ قُنْفُذٍ فِي الْمَسْجِدِ ، وَابْنُ جُدْعَانَ خَارِجٌ ، فَخَرَجَ عُمَرُ ، فَضَرَبَ ابْنَ قُنْفُذٍ بِالدِّرَّةِ ، وَجَعَلَ يَتْبَعُهُ بِهَا ، ثُمَّ نَادَى ابْنَ جُدْعَانَ , لَوْ كُنْتَ فِي الْمَسْجِدِ لَفَعَلْتُ بِكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، سَمِعَ ضَحِكَ ثَقَفِيَّيْنِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ , فَأَقْبَلَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ : مَنْ أَنْتُمَا ؟ ، فَقَالَا : مِنْ ثَقِيفٍ , قَالَ : أَمِنْ أَهْلِهَا ؟ ، قَالَا : لَا . قَالَ : لَوْ أَنْبَأْتُمَانِي أَنَّكُمَا مِنْ أَهْلِهَا لَبَلَغْتُ مِنْكُمَا ، يُرِيدُ الْعُقُوبَةَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَبِي مُهَلَّبٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي السَّفَرِ فَلَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَتَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : خُذُوا مَتَاعَكُمْ عَنْهَا فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ ، قَالَ عِمْرَانُ : وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ زَحْرٍ ، عَنْ مَنْ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُ قَالَ : مَنْ قَالَ لِلْآخَرِ يَا حِمَارُ ، يَا كَلْبُ ، يَا خِنْزِيرُ ، يُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : حِمَارًا تَرَانِي خَلَقْتُهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابَ ، كَانَ لَا يَلْقَى عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ إِلَّا شَتَمَ أَبَا جَهْلٍ ، فَأَتَى عِكْرِمَةُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ : لَا يُسَبَّنَّ الْهَالِكُ يُؤْذِي بِهِ الْحَيَّ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا سَمِعَ الرَّجُلَ ، يَخْرِقُ أَعْرَاضَ الْمُسْلِمِينَ أَلَّا يَغْرُبَ عَنْهُ ، قَالَ : يَخَافُ وَيَتَّقِي ، قَالَ : ذَلِكَ أَحْرَى أَلَّا تَكُونُوا شُهَدَاءَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , يَقُولُ : إِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجْهَلَ أَخَا جَهْلٍ عَلَيْهِ ، فَكَانَ قَائِمًا فَلْيَقْعُدْ ، وَإِنْ كَانَ قَاعِدًا فَلْيَمَسَّ جَنْبُهُ الْأَرْضَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، كَانَ يَقُولُ : شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ الَّذِينَ يَتَّقُونَ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ بْنِ سُلَيْمَانَ ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : كَفَى بِالْمَرْءِ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَلْعَنَهُ النَّاسُ بِقُلُوبِهِمْ ، قَالُوا : وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : يَكْرَهُونَ مَجِيئَهُ إِذَا جَاءَهُمْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سُئِلَ مَا الْعُتُلُّ ؟ فَقَالَ : هُوَ الْفَاحِشُ اللَّئِيمُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَجَّاجٍ ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا قَطُّ إِلَّا لِحَيْضَةٍ أَوْ لِزِينَةٍ قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ ، مِثْلَهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ ، سَمِعَ قَتَادَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ مِنْ شِرَارِ عِبَادِ اللَّهِ كُلُّ لَعَّانٍ طَعَّانٍ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ , عَلَيْهِ السَّلَامُ , يَوْمًا فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ ؟ ، فَقَالَ : يَا عُقْبَةُ أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، أَنَّ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، كَانَ يَقُولُ : اتَّقُوا الصِّعَابَ مِنَ الْكَلَامِ ، وَعَلَيْكَ بِالذَّلِيلِ اللَّيِّنِ ، يَقُولُ الْكَلَامَ الَّذِي لَا يَعُرُّكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا نَهَانِي عَنْهُ رَبِّي بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ لَعَنْ مُلَاحَاةِ الرِّجَالِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْوَاسِطِيِّ ، قَالَ : قَالَ أَنَسٌ : لَا يَتَّقِي اللَّهَ عَبْدٌ أَوْ لَا يَتَّقِي اللَّهَ أَحَدٌ حَقَّ تُقَاتِهِ حَتَّى يَخْزَنَ مِنْ لِسَانِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ مُوسَى الْهُجَيْمِيِّ ، قَالَ : قَالَ جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ : انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَهُوَ مَحْنِيٌّ ، وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ لَهُ إِنَّ هُدَّابَهَا لَعَلَى قَدَمَيْهِ ، فَلَمَّا قَرُبْتُ لِأَرْتَحِلَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوْصِنِي ، قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَحْقِرْ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ لِلْمُسْتَسْقِي مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ ، وَإِيَّاكَ مِنْ إِسْبَالِ الْإِزَارِ فَإِنَّهُ مِنَ الْمَخِيلَةِ , لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ لِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ ، فَلَا تَشْتُمْهُ لِشَيْءٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ حَتَّى يَكُونَ وَبَالُهُ عَلَيْهِ ، وَأَجْرُهُ لَكَ ، وَلَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا ، قَالَ : فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ دَابَّةً وَلَا إِنْسَانًا
قَالَ : وَحَدَّثَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيَّ ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي ، قَالَ : أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، واللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنِّي لَمِنْ أَكَفِّهِمْ لِلِسَانِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ حِينَ كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَفِي الْإِسْلَامِ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، ثُمَّ عَالَجْتُ ذَلِكَ بَعْدُ ، فَمَا وَجَدْتُ مِنَ الْعِبَادَةِ شَيْئًا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنْ كَفِّي لِسَانِي
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ ، عَنْ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَرَ أَنَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ ، وَأَنَّ خُلُقَهَ مِنْ دِينِهِ هَلَكَ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ ، أَنَّ الْجَسَدَ يَسْجُدُ لِلِّسَانِ مَرَّتَيْنِ كُلَّ يَوْمٍ مُتَعَوِّذًا بِهِ أَنْ يُوقِعَهُ فِي بَلَاءٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا عَائِشَةُ , لَوْ كَانَ الْفُحْشُ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيُّ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَطْغَى فِي كَلَامِهِ كَمَا يَطْغَى فِي مَالِهِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ التَّقِيَّ مُلْحِمٌ
قَالَ لِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : رَجُلٌ كَثِيرُ الصَّلَاةِ كَثِيرُ الصِّيَامِ كَثِيرُ الْعَمَلِ يُقَارِفُ الذُّنُوبَ ، وَرَجُلُ قَلِيلُ الصَّلَاةِ قَلِيلُ الصِّيَامِ قَلِيلُ الْعَمَلِ ، لَا يُقَارِفُ شَيْئًا مِنَ الذُّنُوبِ ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَا أَعْدِلُ بِالسَّلَامَةِ شَيْئًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْقَاسِمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَجُلًا ، يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : إِنَّ فِينَا رَجُلَيْنِ , أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَثِيرُ الصَّلَاةِ كَثِيرُ الصِّيَامِ يَنَالُ مِنَ النَّاسِ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَقَلِيلُ الصَّلَاةِ قَلِيلُ الصِّيَامِ يَسْلَمُ النَّاسُ مِنْهُ فَنَبِّئْنَا أَيُّهُمَا أَفْضَلُ عِنْدَكَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَنَا لَا أَعْدِلُ بِالسَّلَامَةِ شَيْئًا
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ : وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ كَيْسَانَ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَهُ بِفَضْلٍ أَوْ صَلَاحٍ قَالَ : كَيْفَ هُوَ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ إِخْوَانُهُ , فَإِنْ قَالُوا إِنَّهُ لَيَتَنَقَّصُهُمْ ، وَيَنَالُ مِنْهُمْ ، قَالَ عُمَرُ : لَيْسَ هُوَ كَمَا تَقُولُونَ ، وَإِنْ قَالُوا إِنَّهُ لَيَذْكُرُ مِنْهُمْ جَمِيلًا وَخَيْرًا ، وَيُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِمْ قَالَ : هُوَ كَمَا تَقُولُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَوْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، لَزِمَا بُيُوتَهُمَا بِالْعَقِيقِ , فَلَمْ يَكُونَا يَأْتِيَانِ الْمَدِينَةَ لَجُمُعَةٍ وَلَا لِغَيْرِهَا حَتَّى مَاتَا
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَذْكُرَ كَثِيرًا مِمَّا يَذْكُرُ النَّاسُ مِنَ الْخَنَا ، مِنْ نَحْوِ قَوْلِ الرَّجُلِ اِسْتَ الشَّيْءِ ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الْإِبِطَ , وَإِنَّمَا يَقُولُ : الْأَرْفَاغَ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقُولُ الْكَلِمَةَ وَمَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ، فَيَقُولُ اللَّهُ : أَسْخَطَنِي عَبْدِي ، وَيُكْتَبُ بِهَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَقُولُ الْكَلِمَةَ ، وَمَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ، فَيَقُولُ اللَّهُ : أَرْضَانِي عَبْدِي ، فَيُكْتَبُ بِهَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ ، كَانَ يَقُولُ : مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُذْ أَسْلَمْتُ حَتَّى أَزُمَّهَا ، وَأَخْطُمَهَا وَأَعْلَمَ مَا تَصِيرُ إِلَيْهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنَا ابْنُ سَمْعَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رِجَالًا ، مِنْ عُلَمَائِنَا يَقُولُونَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ أَصْمَتِ النَّاسِ ، فَإِذَا نَطَقَ قَالَ : كَانَ مِنَ الْأَمْرِ كَذَا وَكَذَا , فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَكَانَ كَذَا وَكَذَا , فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَقَلَّمَا حَدَّثَ حَدِيثًا إِلَّا خَتْمَهُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَمْعَانَ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ ، مَرَّ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ , عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَهُوَ يَصْنَعُ دِرْعًا ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ بِمَا يَصْنَعُ وَلَا يَدْرِي مَا هِيَ فَصَمَتَ عَنْ مَسْأَلَتِهِ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا ، فَلَبِسَهَا ، فَعَرَفَ لُقْمَانُ مَا هِيَ عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، فَقَالَ لُقْمَانُ : الصَّمْتُ حِكْمَةٌ ، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ عَبْدًا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ مَا اخْتَارَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الصَّمْتِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْأَيْلِيِّ ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ يُقَالُ لَهُ أَبُو فَرْوَةَ ، خَرَجَ غَازِيًا مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ فَلَمَّا رَجَعُوا قَالُوا : مَا سَمِعْنَاهُ قَالَ كَلِمَةً وَاحِدَةً يَقُولُ : كَانَ يَنْبَغِي لَوْ قَالَ غَيْرَهَا ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ حَضَرَ ابْنُهُ غُسْلَهُ ، فَذَكَرَ ابْنُهُ أَنَّ الرِّيحَ ذَرَّتِ الْخِرْقَةَ الَّتِي عَلَى فَرْجِهِ فَأَهْوَى بِيَدِهِ حَتَّى وَضَعَهَا عَلَى فَرْجِهِ وَهُوَ مَيِّتٌ ، فَظَنَّ مَنْ سَمِعَ ابْنَهُ يَتَحَدَّثُ أَنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ مَدَحَ بِهِ أَبَاهُ ، فَسَأَلُوا الَّذِي غَسَّلَهُ عَمَّا قَالَ ابْنُهُ ، فَقَالَ : صَدَقَ ، لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَسْعُودٍ التُّجِيبِيَّ كَانَ يَقُولُ : إِنْ أَتَاكَ الشَّيْطَانُ مِنْ قِبَلِ الصَّمْتِ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ يَعُدُّونَ ذَلِكَ مِنْكَ عَيًّا فَإِنَّهُ مِنْ قِبَلِ السَّلَامَةِ ، وَقُلْ : صَامِتٌ سَالِمٌ خَيْرٌ مِنْ نَاطِقٍ آثِمٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، قَالَ لِي زِيَادٌ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ ، وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَكَانَ عَابِدًا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ ، فَكَانَ يَرَانَا نَجْلِسُ مَعَ رَبِيعَةَ ، فَقَالَ لِي : خُذْ بِالَّذِي يَحِقُّ عَلَيْكَ بِالْحَذَرِ ، فَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى غَيْرِ مَا يَقُولُونَ ، فَقَدْ أَخَذْتَ بِالْوُثْقَى ، وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا يَقُولُونَ لَمْ يَضُرَّكَ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ ، وَكَانَ مِنْ صَحَابَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَكَانَ مُجْتَهِدًا ، أَنَّ ابْنَةً لَهُ صَغِيرَةً تَسْأَلُهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهَا تَلْعَبُ فَقَالَ : اذْهَبِي فَقُولِي خَيْرًا ، فَعَادَتْ ذَلِكَ ثَانِيَةً ، فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ : مَا كَانَ عَلَيْكَ لَوْ أَذِنْتَ لَهَا تَلْعَبُ , صَبِيَّةٌ صَغِيرَةٌ ، فَقَالَ : أَكْرَهُ أَنْ أَجِدَهُ فِي كِتَابِي
قَالَ : وَسَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ النَّاسِ : إِنِّي لَأَصْبِرُ عَلَى الْكَلِمَةِ لَهِيَ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنَ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ ، وَمَا يَحْمِلُنِي عَلَى الصَّبْرِ عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ أَتَخَوَّفَ مِنْ أُخْرَى شَرٍّ مِنْهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : : أَخْبِرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَعِيشُ بِهِنَّ وَلَا تُكْثِرْ فَأَنْسَى ، قَالَ : لَا تَغْضَبْ ، فَسَأَلَهُ مِرَارًا , كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ : لَا تَغْضَبْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، عَنْ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي وَأَقْلِلْ لِعَلِّي أَعْقِلُهُ ، قَالَ : لَا تَغْضَبْ , فَعَادَ لَهُ مِرَارًا , كُلُّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا تَغْضَبْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , مَرَّ عَلَى نَاسٍ وَهُمْ يَتَجَاذَبُونَ مِهْرَاسًا ، فَقَالَ : أَتَحْسَبُونَ الشِّدَّةَ رَفْعَ الْحِجَارَةِ ، إِنَّمَا الشِّدَّةُ أَنْ يَمْتَلِئَ الرَّجُلُ غَضَبًا ثُمَّ يَحْبِسَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّهُ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْعِدُنِي مِنْ غَضَبِ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : لَا تَغْضَبْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، قَالَ : لَا تَغْضَبْ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا مَالِكٌ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، كَانَ يَقُولُ : أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَهُمْ لَا يَعْجَبُونَ بِالْقَوْلِ ، قَالَ مَالِكٌ : يُرِيدُ بِذَلِكَ الْعَمَلَ , إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى عَمَلِهِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَى قَوْلِهِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ مَالِكًا ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنَّهُ قَالَ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ رَجُلٍ لَاحَنَ النَّاسَ فَلَمْ يَأْخُذْ بِجَوَامِعِ الْكَلَامِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : إِيَّايَ وَمُكَائِلَةَ الْكَلَامِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، يَقُولُ : إِنَّمَا الْكَلَامُ أَرْبَعَةٌ : أَنْ تَذْكُرَ اللَّهَ وَتَقْرَأَ الْقُرْآنَ ، أَوْ تَسْأَلَ عَنْ عَلْمٍ فَتُخْبَرَ بِهِ ، أَوْ تَتَكَلَّمَ فِيمَا يَعْنِيكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، أَنَّ لُقْمَانَ ، قَالَ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ كُنْ سَرِيعًا تَفْهَمُ ، بَطِيًّا تَكَلَّمُ ، وَقَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ فَتَفْهَمَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، وَغَيْرِهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ يَأْوِي إِلَى مَضْجَعِهِ عَلَى فِرَاشِهِ إِلَّا بَكَتْ أَعْضَاؤُهُ كُلُّهَا إِلَى اللَّهِ مِنْ مَا يَجْنِي عَلَيْهَا اللِّسَانُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَهُوَ قَابِضٌ عَلَى لِسَانِهِ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ يُحَرِّكُهُ فِي فِيهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا تَصْنَعُ بِلِسَانِكَ ؟ ، فَقَالَ : وَهَلْ أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ إِلَّا هَذَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنَ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَاجِدًا عَلَى ابْنِهِ عَمْرٍو فَأَتَاهُ بِأُنَاسٍ يَسْتَشْفِعُ بِهِمْ إِلَيْهِ فَتَكَلَّمُوا فَأَبْلَغُوا ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ وَكَأَنَّمَا لَمْ يَتَكَلَّمْ مَعَهُ أَحَدٌ ، فَقَالَ سَعْدٌ : يَا بُنَيَّ هَذَا الَّذِي يُبَغِّضُكَ إِلَيَّ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَكُونُ قَوْمٌ آخِرَ الزَّمَانِ يَأْكُلُونَ الدُّنْيَا بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَلْحَسُ الْبَقَرَةُ الْأَرْضَ بِأَلْسِنَتِهَا