عنوان الفتوى : استفسارات ومسائل هامة في الاستخارة
لي سؤال قمت بطرحه أكثر من مرة على الشيوخ وأهل الفتوى لكن لم يجب أحد عليه بالطريقة التي تشفي ظمئي للفهم بشكل دقيق مفصل، الموضوع عن صلاة الاستخارة.1) أريد أن أعرف مثلاً الآن الشخص أمام وظيفة معينة لا يعرف يقبلها أم لا, فهل يسأل جيداً عن هذه الوظيفة ويستشير العقلاء وعندما يتخذ قراراً يصلي عليه استخارة, أم يصلي قبل أن يستشير ويسأل أو يقوم بأي خطوة، (هل هناك خلاف فقهي في ذلك)؟ 2) ثم عندما يصلي الاستخارة ولم يحدث له لا انشراح ولا انقباض ولا رؤيا, هل يتوقف عن اتخاذ أي خطوة إلى أن يحدث أحد هذه الثلاثة، أن يتوقف فقط لمدة 7 استخارات.3) إذا رأى المستخير رؤيا فسرها له شخص ثقة يجيد تأويل الرؤيا جيداً بأن لا تكمل في هذا الموضوع, ثم وجد في صدره انشراحا على عكس تفسير الرؤيا أو شعر أن هذا الطريق هو أسهل الطرق وأكثرها تيسيراً, فهل إذا تجاهل الرؤيا واتبع انشراح صدره وإلحاح الموضوع عليه وأكمل في نفس الموضوع يكون بذلك مخالفةً لرد الاستخارة، وهل فعلاً هناك حديث يقول معناه أن الرؤيا معلق برجل أو جناح طائر فكما تفسر تقع، يعني حتى لو فسرت خطأ مثلاً.4) لو أكمل هذا الشخص في هذا الموضوع فهل يغلق هذا الطريق في وجهه على اعتبار أن الرؤيا فسرت بألا تكمل، وهل يأثم على ذلك.5) إذا لم يستطع الإنسان أن يكون محايداً ومجنباً الهوى فترة الاستخارة, فهل يمكن أن يضل في اختياره، وهل يمكن أن يتأكد أنه فعلاً جنب الهوى، لأني ظننت أني كنت محايدة حينها والأن أشك في ذلك بعد ما حصل، وهل العبرة فقط أن يكون راضياً بقضاء الله عز وجل له، لو سمحتم أريد رداً تفصيلياً, والله أنا آسفة جداً على الإطالة ولكن
خلاصة الفتوى:
الاستخارة مستحبة، وعلى المستخير أن يمضي بعدها لما تيسر له متوكلا على الله تعالى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستخارة مستحبة لمن أراد الإقدام على أمر تحير فيه ولم يتبين له وجه الصواب منه، وإذا لم يتبن له شيء بعد ذلك أو ينشرح صدره للفعل أو الترك استشار أهل الخبرة والصلاح والنصح، وإذا لم يفعل ذلك وفوض أمره إلى الله تعالى فما فعل بعد ذلك فهو الخير له -إن شاء الله تعالى- إن عاجلاً أو آجلاً ولو لم يكن يحبه لأن الاستخارة دعاء، والدعاء خير للمؤمن، فإما تعجل له الاستجابة أو يرفع عنه به بلاء أو يدخر له ثوابه.. وقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والاستخارة تكون عندما يهم المسلم بالأمر وقبل اتخاذ أي قرار، فإذا اتخذ القرار فعلى صاحبه أن يتوكل على الله ويمضي لما أراد، ولا داعي بعد ذلك للاستخارة أو الاستشارة.. وإذا لم يتبين له شيء بعد الاستخارة فبإمكانه أن يكرر الاستخارة سبع مرات أو أكثر أو أقل أو يستشير أو يمضي في فعل ما يريد أو تركه متوكلا على الله تعالى، وإذا رأى الشخص رؤيا تخالف ما انشرح له صدره بعد الاستخارة فإن الشرع لا يلزمه ولا يفرض عليه اتباع أحدهما، وإذا تردد في اتباع أحدهما فليطرح هواه ويستخير الله تعالى في أيهما يتبع، وأما الحديث الذي أشرت إليه فقد رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني ولفظه: الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت. ثم إنه لا إثم على الشخص إذا اتبع أحد الأمرين المتعارضين بعد الاستخارة أو الرؤيا.
ثم إننا ننصح السائلة الكريمة بتقوى الله وعدم التردد في أمر قد عزمت عليه أو استخارت فيه، فقد قال الله تعالى: فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {آل عمران:159}، هذا وبإمكانك أن تطلعي على المزيد عن الاستخارة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51040، 7234، 2733، 18807، 54700، 80674.
والله أعلم.