عنوان الفتوى : من صدق في الاستخارة فسوف يختار الله له الخير ويرضيه بما يكون
عمري 46 عامًا، ولم أتزوج بعد، وأنا مثقفة، وأعمل، وشكلي جميل، وتقدم لي الكثير ولم يحدث نصيب، وتقدم لي الآن خطيب في 64 من عمره، وعلى خلق ودين، وهو مطلق، ويعيش بمفرده، وميسور الحال، ولكنه غير مقبول الشكل، بالإضافة إلى فرق العمر، فهل أتزوجه حتى أدرك ما بقي من عمري، أم إن عدم قبولي لشكله وسنه، سيكون عاملًا لعذابي بعد الزواج؟ أنا أتقبل شخصيته، وهو حنون وطيب، لكني عندما أراه، لا أتخيل نفسي معه زوجة، وأنا في حيرة من أمري، علمًا أني استخرت الله، وما زلت أشعر بنفس الحيرة، فساعدوني برأيكم -لعل الله يرشدني للاختيار الصحيح بسببكم-، وشكرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو القبول بهذا الخاطب، ما دمت رضيت دينه، وخلقه، ولا يمنعك من قبوله كونه أكبر منك في السنّ، ولا كون شكله غير مقبول، ما دام الأمر لم يصل إلى النفور الذي تصعب معه استقامة الحياة الزوجية.
وبخصوص الاستخارة، فقد اختلف أهل العلم فيما يعوّل عليه المستخير بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر، أو تيسّر الأمر، أم إنه يمضي في الأمر ولا يتركه، إلا أن يصرفه الله عنه؟
والراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه، إلا أن يصرفه الله عنه، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 123457.
واعلمي أنّك إن صدقت في الاستخارة، فسوف يختار الله لك الخير، ويرضيك بما يكون، قال ابن القيم -رحمه الله- في كلامه على دعاء الاستخارة: فقد اشتمل هذا الدعاء على هذه المعارف الإلهية، والحقائق الإيمانية، التي من جملتها: التوكل والتفويض قبل وقوع المقدور، والرضا بعده، وهو ثمرة التوكل. اهـ.
والله أعلم.