عنوان الفتوى : مواضع استحباب تقديم اليمين أو تقديم اليسار
ما هو حكم دخول الحمام (الخلاء) بالقدم اليمنى علما بأن دخول الحمام ليس لقضاء الحاجة ولكن لأشياء أخرى مثل غسل اليدين أو الاستحمام وغير ذلك؟بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن دخل مكان الخلاء مقدما رجله اليمنى قد ترك أمرا مستحبا، فالأفضل في حقه تقديم الرجل اليسرى عند دخوله سواء دخل لقضاء حاجة أو لغسل يديه أو للاستحمام لأن ما كان من باب التكريم كالوضوء والغسل مثلا يستحب فيه تقديم اليمنى، وعكسه كدخول الحمام والامتخاط يستحب فيه تقديم اليسرى، ولمزيد من التفصيل ننقل لك ما قاله النووي في المجموع: قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: يستحب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم كالوضوء والغسل ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل ودخول المسجد والسواك والاكتحال وتقليم الأظفار وقص الشارب ونتف الإبط وحلق الرأس والسلام من الصلاة والخروج من الخلاء والأكل والشرب والمصافحة واستلام الحجر الأسود والأخذ والعطاء وغير ذلك مما هو في معناه، ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك كالامتخاط والاستنجاء ودخول الخلاء والخروج من المسجد وخلع الخف والسراويل والثوب والنعل وفعل المستقذرات وأشباه ذلك. ودليل هذه القاعدة أحاديث كثيرة في الصحيح، منها: حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله. رواه البخاري ومسلم، وعن عائشة أيضا قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى، حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح، وعن حفصة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويساره لما سوى ذلك، رواه أبو داود وغيره بإسناد جيد. انتهى.
والله أعلم