عنوان الفتوى : معنى حديث: إذا رأيتم المداحين فاحثوا...
هل يجوز قراءة القرآن جماعة، هل يجوز السماع إلى المدائح والأناشيد الدينية، مع العلم بأنها تشغلنا عن قراءة القرآن، وما معنى الحديث الشريف: إذا رأيتم المداحين فارموا في أعينهم التراب. فأرجو الدليل يرحمكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت قراءة القرآن جماعة بصوت واحد فقد كرهها أهل العلم لما فيها من التخليط على بعضهم وربما إسقاط أو تجاوز بعض الكلمات أو الحروف، ولأنها على خلاف عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، وسبق بيان ذلك بالأدلة في الفتوى رقم: 7673 بإمكانك أن تطلع عليها.
وأما سماع مدائح النبي صلى الله عليه وسلم والأناشيد الدينية فإنه لا بأس بذلك، وقد تكون مستحبة ما لم تصاحبها المزامير والموسيقى أو تشغل عن واجب أو ما هو أهم كتلاوة القرآن... أو يكون فيها اختلاط محرم بين الجنسين؛ وإلا حرمت أو كرهت على حسب ما فيها من مخالفة، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في عدة فتاوى منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6891، 2351، 71440.
وأما الحديث المشار إليه فهو حديث صحيح رواه مسلم تحت عنوان: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة على الممدوح. كما رواه غيره بألفاظ مختلفة منها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب. قال النووي في شرح مسلم: النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة؛ بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير والازدياد منه أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحباً.
والله أعلم.