عنوان الفتوى : لا بأس بسماع الأناشيد الإسلامية ما لم تشتمل على موسيقى
ماحكم الأناشيد الإسلامية ؟ وما حكم الأناشيد الكويتية التي تحتوي على بعض الأصوات عن طريق الكمبيوتر فيظن أنها موسيقى حتى يظن السامع لها من غير الملتزمين أنها موسيقى ؟ وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل وسدد خطاكم وأعانكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الغناء المعهود حالياً في وسائل الإعلام وغيرها محرم لما يشتمل عليه من منكرات عظيمة وفتنة كبيرة كالكلام الذي يدعو إلى الرذيلة والمجون وكغناء المرأة للأجانب وكالموسيقى ونحو ذلك من المنكرات إضافة إلى ما فيه من الصد عن سبيل الله وعن الاشتغال بالطاعات وما ينفع العبد في عاجله وآجله والله جل وعلا يقول : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) [لقمان : 6] وقد فسر جمهور المفسرين لهو الحديث بالغناء، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقسم على ذلك ويقول: إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل .
ويجوز للمسلم أن يستمع إلى الأناشيد الإسلامية التي تشتمل على الحكم والمواعظ والحث على الخير وإثارة الحماس والغيرة على الدين وتشتمل على التنفير من الشر ودواعيه. ولكن يشترط لذلك أن لا يتخذ المرء هذا الأمر عادة له بل يعاوده الفينة بعد الفينة عند وجود مناسبات ودواعي تدعو إليه، لأن كثيرا من الناس صار ينشغل بهذه الأناشيد حتى أنه لا يخشع إلا بسماعها وإذا تلي عليه كتاب الله تعالى لا يتحرك له ساكن، فكتاب الله أطهر وأزكى قال تعالى: ( الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) [الزمر: 23] وقد كان ديدن الصحابة والتابعين لهم بإحسان العناية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالحاصل أنه لا حرج في هذه الأناشيد ما لم تتخذ بديلا عن كتاب الله أو يشغل العبد بها وقته كله أو تكون عادة له. أما إذا اختلطت الأناشيد الإسلامية أو أي نوع من أنواع الشعر المعروفة كالحماسة والرثاء والفخر بالموسيقى فسماعها حرام بسبب ما دخلها من أصوات الآلات الموسيقية. وإن احتوت الأناشيد على أصوات تشبه الموسيقى فالذي يظهر والله أعلم عدم جواز الاستماع إليها إذا كان شبهها بالموسيقى شبهاً قوياً لأن ما شابه الشيء يعطى حكمه فالموسيقى لم تحرم لكونها موسيقى وإنما حرمت لما يترتب عليها من أثر فما شابهها شبهاً قويا سيؤدي إلى نفس النتيجة. والعلم عند الله تعالى.