عنوان الفتوى : نصيحة لمحب سماع الأغاني
أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع -جعله الله في ميزان حسناتكم-. لديّ مشكلة عويصة، وهي أنني أستمع إلى الأغاني، وحاولت التخلص من هذه المشكلة، لكنني أوفق يومًا أو يومين، ثم إذا ما استمعت إليها مرة أخرى تراني كالتي كانت مكبوتة، فأنفعل معها، وتأتيني تخيلات، ويطرب قلبي لها، كأنني أعوض الأيام التي فاتتني، وكنت أكبح نفسي عن سماعها، فكيف أتخلص من هذه المشكلة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الاستماع إلى الغناء المحرم شر وبلاء، وفتنة للقلب وعناء، وهو من مكائد الشيطان ووسائله، قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه القيم: إغاثة اللهفان: ومن مكايد عدو الله -أي: إبليس- ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم، والعقل، والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين: سماع المكاء، والتصدية، والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط، والزنى، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى... اهـ.
فالمطلوب منك أن تفزعي إلى ربك بقلب صادق، وعزم أكيد، وتسأليه أن يخلصك من هذا البلاء، وييسر لك سبيل النجاة، وصدقك مع ربك ينفعك بإذنه -سبحانه-، ويتحقق به ما تبتغين، قال تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}.
وإذا احتجت إلى سماع شيء من الغناء، فمن الغناء ما هو مباح، وهو الذي لا تصحبه معازف، ولا يتضمن كلمات فاحشة، أو كلمات تثير الغرائز، أو تدعو إلى الرذيلة، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 987.
ونوصيك بالحرص على الصحبة الصالحة، وذكر الله، وحضور مجالس الخير، ونحو ذلك مما يعين على الاستقامة، والبعد عن كل قاطع عنها.
وتجدين في فتاوانا ما يعينك في طريق سيرك إلى الله تعالى، فراجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1208، 10800، 12928.
والله أعلم.