عنوان الفتوى : سماع العود أثناء المذاكرة للترفيه عن النفس
هل يجوز سماع العود أثناء المذاكرة؛ للترفيه عن النفس؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن العود من المعازف، التي يحرم استماعها عند عامة العلماء، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
العود: آلة موسيقية وترية، يضرب عليها بريشة، ونحوها.
وقد اختلف الفقهاء في حكمه:
فذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم ضرب العود، واستماعه؛ لأن العود من المعازف، وآلات اللهو، قال ابن حجر الهيتمي: الأوتار، والمعازف، كالطنبور، والعود، والصنج - أي: ذي الأوتار-، والرباب، والجنك، والكمنجة، والسنطير، والدريج، وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو، والسفاهة، والفسوق، هذه كلها محرمة، بلا خلاف.
وقال القرطبي: أما المزامير، والأوتار، والكوبة، فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف، وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور، والفسوق، ومهيج الشهوات، والفساد، والمجون!؟ وما كان كذلك، لم يشك في تحريمه، ولا في تفسيق فاعله، وتأثيمه.
وقال الصاوي: ذهبت طائفة إلى جوازه، ونقل سماعه عن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وغيرهم -رضي الله تعالى عنهم-، وعن جملة من التابعين.
ثم اختلف الذين ذهبوا إلى تحريمه، فقيل: كبيرة، وقيل: صغيرة، والأصح الثاني، وحكى المازري عن ابن عبد الحكم أنه قال: إذا كان في عرس، أو صنيع، فلا ترد به شهادة.
وقال الماوردي: إن بعض أصحابنا كان يخص العود بالإباحة من بين الأوتار. اهـ. بتصرف.
وراجع الفتوى: 54439.
والمعازف المحرمة لا يبيح استماعها الترفيه عن النفس، ولا الاستعانة بها على المذاكرة، كما سبق في الفتوى: 385138.
والله أعلم.