عنوان الفتوى : المدائح النبوية جائزة ومستحبة بشروط
ما حكم االمدائح النبوية في الدين وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المدائح النبوية من الأشعار والقصائد التي قيلت وتقال في رسول الله صلى الله عليه وسلم مشروعة، بل إن الإنسان ليؤجر عليها إن أحسن القصد في ذلك. وقد كان الشعراء من الصحابة يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدافعون عنه، ويهجون المشركين، وهو يسمع، بل قال لحسان بن ثابت كما في الصحيحين(( يا حسان أجب عن رسول الله، اللهم أيده بروح القدس)).
لكن بشرط أن لا تحتوي هذه المدائح على باطل: من غلو في رسول الله يجاوز الحد المشروع، ومن استغاثة به، أو من ترديد ألفاظ العشق ونحوها، مما لا يليق نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا احتوت على مثل ذلك فإنها تصبح غير مشروعة، بل قد تؤدي بصاحبها إلى الفسق والبدعة، أو الكفر بحسب الحال والمقال، فما اشتمل من الشعر على الحق فهو حق، وما اشتمل على باطل فهو باطل.
وأما اجتماع الناس لسماع تلك المدائح بالصورة التي تعرف بالمولد فإن هذا بدعة ضلالة لأن الأصل في العبادات التوقيف، وهذا لم يفعله السلف الصالح من الصحابة والتابعين، رغم قيام المقتضي له، وعدم المانع، ولو كان خيراً محضاً ، أو راجحاً لسبقونا إليه، فهم أشد محبة وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من غيرهم، وهم أكثر الناس حرصاً على الخير.
ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من تعظيمه أن نبتدع في دينه بزيادة، أو نقص، أو تبديل، أو تغيير لأجل تعظيمه به وإن كان بحسن قصد فإن ذلك لا يبرر صحة العمل. ويراجع حكم المولد في الفتوى رقم بنك: 6064
وكمال محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته ظاهراً وباطناً، ونشر رسالته التي جاء بها، والدعوة إليها، فإن هذه طريقة السابقين والأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان. والله أعلم.