عنوان الفتوى : المدائح النبوية جائزة ومستحبة بشروط

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم االمدائح النبوية في الدين وجزاكم الله خيرا

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏
فإن المدائح النبوية من الأشعار والقصائد التي قيلت وتقال في رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏مشروعة، بل إن الإنسان ليؤجر عليها إن أحسن القصد في ذلك. وقد كان الشعراء من ‏الصحابة يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدافعون عنه، ويهجون المشركين، وهو ‏يسمع، بل قال لحسان بن ثابت كما في الصحيحين(( يا حسان أجب عن رسول الله، اللهم ‏أيده بروح القدس)).‏
لكن بشرط أن لا تحتوي هذه المدائح على باطل: من غلو في رسول الله يجاوز الحد المشروع، ‏ومن استغاثة به، أو من ترديد ألفاظ العشق ونحوها، مما لا يليق نسبته إلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم، فإذا احتوت على مثل ذلك فإنها تصبح غير مشروعة، بل قد تؤدي بصاحبها إلى ‏الفسق والبدعة، أو الكفر بحسب الحال والمقال، فما اشتمل من الشعر على الحق فهو حق، وما ‏اشتمل على باطل فهو باطل.‏
وأما اجتماع الناس لسماع تلك المدائح بالصورة التي تعرف بالمولد فإن هذا بدعة ضلالة لأن ‏الأصل في العبادات التوقيف، وهذا لم يفعله السلف الصالح من الصحابة والتابعين، رغم قيام ‏المقتضي له، وعدم المانع، ولو كان خيراً محضاً ، أو راجحاً لسبقونا إليه، فهم أشد محبة ‏وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من غيرهم، وهم أكثر الناس حرصاً على الخير.‏
ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من تعظيمه أن نبتدع ‏في دينه بزيادة، أو نقص، أو تبديل، أو تغيير لأجل تعظيمه به وإن كان بحسن قصد فإن ذلك ‏لا يبرر صحة العمل. ويراجع حكم المولد في الفتوى رقم بنك: 6064
وكمال محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته ‏ظاهراً وباطناً، ونشر رسالته التي جاء بها، والدعوة إليها، فإن هذه طريقة السابقين والأولين ‏من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان. والله أعلم.‏