عنوان الفتوى : الزيادة على أيام الحداد من تعظيم المصيبة
نحن عائلة من الجزائر توفي والدنا رحمه الله منذ 3 سنوات. كان إنسانا حنونا علينا كرس حياته وهو صغير في إعانة والده الفقير والذي كان له 11 ولدا . ثم إنه رحمه الله بعد زواجه وإنجابه لـ 8 أولاد أكمل مسيرته في تربيتنا والسهر على تدريسنا عند بلوغه 61 سنة توفي دون مرض كانت فاجعة كبيرة لنا ولأمنا لكننا صبرنا على حكم الله فإنها سنة الحياة . لكن بعد أسبوع تفاجأنا بأحد من أعمامي جاء ليأخذ جدتي لبيته لأن زفاف ابنته اقترب ودعانا نحن أيضا . جدتي رفضت الذهاب لأنها لا تستطيع أن تحضر العرس وقد فقدت منذ أيام لأول مرة ولدا لها . لكن ما تفاجانا له أكثر هو أنه كيف استطاع أن يقيم حفلا في صالة للحفلات والغناء والموسيقى الصاخبة وأبناء أخيه وزوجته وأمه يحسون ببالغ الحزن على الفقيد الذي لم يمر على وفاته سوى 10 أيام. منذ دلك اليوم انقطعت صلته بنا حين سمع أننا لن نسامحه حيث ما قام به لا يثبث سوى عدم حبه لنا ولأبي. وهو لا يحس بالذنب بل إنه قال إن الحزن 3 أيام. أمي دائما حين تسمع في المسجد أو التلفاز عن أهمية صلة الرحم تستاء كثيرا نحن كذلك كيف تنصحونا آجركم الله وإيانا .أرجوكم أن تجيبوني في أقرب وقت.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرحم موتاكم، ويصلح ذات بينكم، ويعيننا وإياكم على طاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولتعلموا أن قطيعة الرحم لا تجوز، فقد قال الله عز وجل : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد:22-23}
وعلى عمكم أن يعينكم على القيام بواجب صلة الرحم، ويختار الوقت المناسب لفرحه، ولتعلموا أن الحداد على الميت لا يجوز أن يتجاوز ثلاثة أيام؛ إلا للزوجة فإنها تحد على زوجها أربعة أشهر وعشرا؛ لما في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث؛ إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا. لما في الزيادة على ذلك من تعظيم المصيبة، وتذكير أهلها بالحزن.
وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتاوى التالية أرقامها:21053، 27474، 59717.
والله أعلم.